نظم اتيليه جدة للفنون الجميلة في موقعه الجديد ببرج ال طاهر بحي الروضة بجدة المعرض الشخصي الثامن عشر للفنان التشكيلي فهد خليف، الذي حمل عنوان «حوار» وتضمن أربعين لوحة جديدة أبدعها الفنان خليف معظمها عن البيئة والتراث الشعبي والبيوت القديمة في مدينة جدة بأسلوب تعبيري معاصر وقدرة لونية عالية وتمثل هذه المرحلة أنضج وأقوى تجاربه على مدار ربع قرن تقريبا.. حول معرضه الشخصي الثامن عشر قال التشكيلي فهد خليف: «المعرض تجربة أعتبرها ناضجة لمسيرتي الفنية، وتتميز بإتقان الأداء وخبرة ومهارات عالية تحمل نضوجاً أكثر للون والعناصر، وأغلب الاعمال تأتي بين منظورين، إما منظور بعين الطائر أو منظور أفقي».. ويضيف:» أقدم من خلال هذا المعرض مجموعة لوحات بنائية تحاكي مدينة جدة، ممتزجة بتراث منطقة الباحة أيضاً، وتسلط الضوء على العناصر البنائية ما بين منطقتي جدةوالباحة، ويظهر فيها زرقة البحر، القوارب والنخيل، من خلال أعمال ذات مساحات كبيرة جداً، إضافة إلى جداريات تزيد عن 4 أمتار». وأوضح هشام قنديل مدير اتيليه جدة للفنون الجميلة أن المعرض سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع وأضاف أن فهد خليف هو أحد أبرز الأسماء التشكيلية السعودية المعاصرة والحائزة على الجائزة الاولى في معرض الفن السعودي المعاصر في اكثر من دورة وغيرها من الجوائز الهامة مثل جائزة مسابقة السفير وجائزة ملون السعودية للفن التشكيلية. ويرى الناقد د. عصام عسيري أن هناك تطورات مهمة مر بها الفنان فهد خليف أوجزها بشكل فني في مراحل متعددة يتناول فيها خليف قضية كبيرة شغلت جميع المبدعين وعالجوها بأشكال مختلفة برزت خصوصيتهم وأسلوبهم وقدرتهم على الابتكار، فلقد انتهى من قضية التكوين المعقدة لأسلوب بناء العمل وهندسة الكادر، فدخلها أساسا بكل تحدٍ وشجاعة وخاض فيها تجارب وممارسات كثيرة تتسم بالجسارة فجرب التكوينات المختلفة المغلقة والمفتوحة والأفقية والرأسية البسيطة والمركبة وبأبعاد كثيرة، حتى أصبحت هذه القضية من أبسط القضايا ولا تشغله حاليا». خاض بعدها حقبة التحدي الأكبر وهي المرحلة اللونية فقام خلالها بتجارب وممارسات تميزت بالقوة والجرأة عرف خلالها جميع الخامات المتوفرة للتلوين والمواد المستعملة فيها وطبق فعليا مفاهيم ونظريات اللون وتمكن منه وعرف أسراره وجماليات وكيفية الإحساس به والتعبير من خلاله حتى وصل لمرحلة أن لا يرسم بل يعبر من خلال اللون ودلالاته البصرية والنفسية.