القنص له مكانة رفيعة وبارزة في قلوب هواته ومحبيه.. ومن المواقف التي حدثت في مجال القنص تبادل الوفاء والمحبّة بين الصقر والصقار.. وهذا ما حدث بالفعل بين الشاعر المعروف ثامر محمد القطيم السبيعي وصقره "نخّاس" فقد كان يمجده بالعديد من الصفات الجليلة التي تدل على محبة صقاره ووفائه له، وقد تميز هذا الصقر بالفعل، وكان "نخّاس" من الصقور الشجاعة التي لا تخيب هقاوي مقتنيه. ولا غرابة أن يكون هناك تبادل للوفاء والمحبّة يبن الصقر وصقاره ومنه ما وصفه مالكه بهذه القصيدة المؤثرة التي تدل على صفات الشموخ التي تيمز بها الصقر "نخّاس" ومدى المحبّة التي زرعت في قلب الشاعر اتجاه طيره: نخّاس ماني بايعه لا تسومون يوم اشتريته ما حسبت الفوايد ابغاه لا قاموا لثرها يقصون أخذت عنه وقلت يا بالعوايد ولا قام يبرح رمة القاع بالهون وحلا عليهن فالرعين المحايد ثم ابتسم وجهه ونخاس مزيون وكبس على بهامي بعكف الصوايد وتل السبوق وقلت يا عيال تكفون سوقوا ترى طلعه بعيدٍ.. ونايد وساقوا وراه اللي لطلعه يعرفون فوق الجيوب مقربات البعايد وأدلى على الجفال وهمه يشوفون ومن ضربته خلى لحمها سرايد في عثعثٍ قافر ولا هوب مسكون يلقى به القناص زرق القلايد هذا هواي إن كان منتم بتدرون يا أهل القلوب الغاطسات البلايد أنا ليا سجيت فالبر ممنون وجذع الشجر عندي من أحسن وسايد وخوّة رجالٍ بالمواعيد يوفون كل أبلجٍ طبعه وسيع البنايد ونقل العديم الفارسي مغتر اللون اللي زها فعله جديد القصايد والبعد عن ناسٍ جداهم يعذلون ولا عندهم يا كود جمع النقايد والمؤلم في هذا الموقف أن الصقر "نخّاس" ضاع في إحدى المطاردات من صاحبه الشاعر ثامر القطيم وتسبب في ألمه والحسرة لفقده طيره الثمين والذي له مكانه ومحبّة كبيرة في قلبه عن غيره من بقية الصقور، وقد أنشد في هذا الشأن شكراً وتقديراً لمحمد براك بن مدلج المطيري الذي قام بتعويضه عن فقد طيره منها هذه الأبيات: نخّاس ضاع وعاظني فيه منعور محمد المدلج ولد شيخ ميزان يا محمد البراك وافي.. ومشكور يا ابن الرجال اللي لها الطيب عنوان انته بكسب الطيب تعرف ومخبور يا حاضراً للطيب في كل ميدان