هناك رياضات أصيلة مارسها المجتمع قديماً وتعتبر امتداداً للتراث العربي القديم, وأهمها رياضة صيد الصقور, أو الصيد بالصقور, ووصِفت بأنها "رياضة الملوك" لما لها من أهمية بالغة عند رجالات الجزيرة العربية منذ القدم, وما زال هواة الصيد بالصقور يحافظون على هذه الرياضة, في مواسم هجرة الطيور عبر رحلاتها الموسمية, هرباً من الأجواء الباردة أو الحارة في كل عام, ويبدأ في فصل الخريف في نجم العواء, ونجم ثريا الوسم, في 16 أكتوبر من كل سنة, وهي رياضة على نوعين, الأول: صيد الصقور والطيور الجارحة والتي لا يجوز أكلها, والثاني صيد الطيور والحيوانات التي يجوز أكلها بالصقور كالحباري والأرانب والغزلان. أثناء مرور اسراب الطيور بجبال السروات, تجد فيها بيئة مناسبة للراحة لتوفر الأوكار المناسبة, فتتوقف بها وقد تضع بيضها, وترقد عليه حتى يفقس, ومنها من يواصل الرحلة. أبيض وله عند الصقاقير تقدير هو منوة الصقار عشقه وشوقه ويمتلك الإنسان بطبيعته مهارات, استطاع فيها تطويع الحيوانات ذات الطباع المفترسة والطيور الجارحة, وأن يقيم علاقة ود ومحبة متبادلة بينه وبينها, ويقول الشاعر جمعة بن سالم رفادة في علاقته مع صقره: أقنص وعندي من على الكف سطام هو عزوتي يوم الحبارى تهيّا لا شافها كنّه يدوّر له خصام طلاّب ثار وللوساطات عيّا هيأت البيئة المجتمع لممارسة رياضة الصيد الشعبية, والتي تتم معينة وخاصة الصقور منها, فاتخذها مساراً معيناً وبخطوطٍ لا تتغير أثناء الطيران, جعل سكان المنطقة يحددون مكان تواجد الطيور السنوي, فيستعدون لها بتوفير المعدات من شباك وسباق وبراقع وغيره. تبدأ رياضة صيد الصقور في البحث عن أوكارها, في رؤوس الجبال, وعلى الأشجار الكبيرة, وبطرق معينة, وكل صقار يقدم مهاراته في الصيد, ويعبر عن عشقه لهذه الرياضة التي تربي النفس على الدقة والصبر, ويقول الشاعر حمدي سلامة البلوي: يا رازق اللي ينتظر شوفة الطير وعينه على الاحرار دايم شفوقه الخير عندك وأنت ما تذخر الخير والعبد يسعى وأنت تعطي حقوقه وجدي على اللي من تمنوة الصقاقير ما فيه طير بالوصايف يفوقه أبيض وله عند الصقاقير تقدير هو منوة الصقار عشقه وشوقه صارم وجارح باللقا كنه الزير له هدةٍ عند الرجال معشوقه مخالبه صلبة سواة المسامير طير الحباري ما يعيزه لحوقه لو أنها عن موتها ودها تطير يجيبها الجارح ولوهي لحوقه فعله وزينه زاد قدره عن الغير غلاه في قلبي سكن في عروقه حنا على شانه مشينا مداوير والعين لأجله نومها ما تذوقه جبنا الزريق مع الشبك دون تقصير وجبنا له البرقع وجبنا سبوقه ما ودنا إلا شوفته حزة عصير ويسوقه الله في شبكنا يسوقه وحنا لنا بالصيد خبرة وتفكير نحرص عليه ولا يجي فيه عوقه والريش نحرص ما يجي فيه تكسير خوفٍ عليه يقل سعره بسوقه وبإقامة مهرجان الوجه للصقور في الفترة من 19 إلى 21/5 / 1348 وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك, وبإشراف وتنفيذ اللجنة السياحية في مدينة الوجه, ممثلة بمحافظ الوجه الاستاذ فهد بندر الخريصي, والشيخ إبراهيم بن احمد بن رفادة, وكل من الاساتذة عضو الهيئة السياحية والمحافظة على الموروث الشعبي: علي البلوي وسعيد الغامدي وعبدالله أمين الغبان وناصر بن طليحة البلوي, تكون بهذا رسخت ثقافة هذه الرياضة الأصيلة كهوية رياضية شعبية, وأعادت إحياء هذه الرياضة الأصيلة, وبثت روح التنافس بين المشاركين, وقدم فيها الصقارون عروضا وسباقات للصقور ومقتنياتها, وانتهت بفوز خمسة مشاركين, وتم فيه تكريم قدامى الصقارين لربط الحاضر بالماضي. وجد المهرجان صدى واسعاً وإقبالاً جماهيرياً منقطع النظير, من داخل المنطقة وخارجها, وعرف الجيل الرياضات الأصيلة التي تناسب البيئة ومارسها الأجداد. والتي لم تتغير مع مرور الزمن, ولمس سبب عشقهم لهذه الرياضة التي تغنوا بها. تربط الصقار وطيره علاقة محبة الصقر يتميز بقوة المخالب والدقة في الصيد