بين الشاعر بدر الحويفي والصقارة والقنص قصة غرام خالدة تسري في العروق فمن يعرف هذا الرجل يدرك ما أنا بصدد الكتابة عنه فقد نظم أعذب الأبيات في صقوره ومهامها في الانقضاض على فرائسها بسرعة ومهارة فائقة والتي يحس بها في السعادة والزهو وكما قال في مطلع أحد قصائده بالمقناص: أنا غرامي وانبساطي وعيدي تفريعة القرناس بأرضن بها صيد وفي هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك يتذكر الحويفي نفوق أغلى طيور عنده والذي أطلق عليه اسم عنام فقد صاغ به أبيات أقل ما يقال عنها مرثية في هذا الطائر النادر والتي عبر فيها عن ألمه على فراقه ومعاناته من العواذل واللائمين على عشقه للصقارة والقنص كما أنه يفتخر مع مرافقه الرجال أصحاب المواجيب والهمة العالية التي تجهم مع انشقاق النور بعد الفجر تقطع الصحارى والقفار بعيداً عن المدن وضجيجها. عموماً القصيدة تعبر عن مكنون ما بخاطره حيث يشكو الحال لصديقه أبو فهد بهذه الأبيات: يابو فهد قلبي تقل فيه لحام كنه براس التاج تكوي عروقه أسباب طيرٍ مات والناس صيام بآخر شهر تسعة طوينا سبوقه النادر اللي يعجن العين لا حام يا زين تنجيمه وما زين اخفوقه صيروم لا حول على الخرب جزام وان طار واقفي عن نوّيه يعوقه عز الله اني ضايق عقب غنام ألحق على قلب المولع حروقه ان ما حصل لي سجةٍ مثلي العام أخذ بها بين الصقاقير روقه انا غرامي شقة النور مجهام الفجر لا قفى الليل نوره يسوقه لا طاب نوم اللي ليا نام ما قام أكبر ضحى يا كل عذاه وريوقه يسهر على البيلوت وفنون الانغام وكشف البروق اللامعة ما يشوقه ما لا يعه لكم الصحاري بالأقدام ولا أحفت ذعاذيع الهبايب رموقه ما هو بمثلي بين عاذل ولوام من شان نفسي للصقاره عشوقه قلبي لشرسات القرانيس مريام اللي لهن بيض الدواغر علوقه اليا قطعت البشر وعروقه لزام ضاعت همومن بالضمير مخنوقه مع ربعةٍ نقوه شفاميم وحشام وخويهم يحشم ويعطي حقوقه الكل منهم بالمواجيب مقدام نفسه على فعل المراجل سبوقه ما هو لغاوي ولا هو بشتام صدره وسيع وزين الأخلاق ذوقه