زارت عزيزه عقب قطع العوايد في ليلةٍ ظلما بها البرد كايد تجر حلات البريسم عزيزتي وفي عنقها يا زين نظم القلايد اهلا بشوفك يا حياتي ومرحبا وحييت يا سيدٍ على الناس سايد احييك يامن لك محلٍ ومنزل عندي الى عد الخطأ والوكايد اليوم وامس وقبل هذا وعقبه يا منوتي لي فيك أول وعايد يا مطلبي يا غايتي يا غنيمتي يا من بها تبرى الجروح الجدايد وصلك شفا من عقب هجرٍ مضى لك لأثمار قلبي والحشاشات زايد تجود في وصلك وتبرد حشاشتي انت الكريم اللي بما احتجت جايد عطاك لي وحشمتك لي وعادتك تاصل ولا تطلب بوصلك فوايد حبيبٍ لطيفٍ بين اشافيك خمرتي دواي خمرك يا صدوق العوايد من رام طرد البيض ما رام مثلي ولا شرب كاسات حورٍ فرايد ما كل من رام الصبايا حصل له مثل عشقتي والحب ماله شرايد عزيزتي ما حاشوا الناس مثلها فيها على غر الصبايا زوايد ما زينهن زين يحلى بزينها حوري لعوب وصايد الحور صايد ثقيل الى قفت مهيف الى اقبلت تصيد قلبك بالعيون الصوايد احسن طروبٍ للهواوي عقوبه ما مثلها بالبيض داني ونايد تنقض قرونٍ فوق متنٍ وعاتق شوفه يداوي اللي عظامه بدايد وعودٍ ليانٍ يوم تمشي تهزه كما هز عيدان القنا للمزايد وسطٍ هيف ما بين الجوع ما به ونهود قعد ما اقعدتها القعايد وجهه ضحوكٍ يطرد الخوف والعيا كسابها بين المخاليق فايد عجولٍ ريوضٍ يفتن العين شوفها تهز ملهوفٍ من اللين زايد الى انطلق يمشي وبانت قلايده من السحر مطبوعٍ من التيه مايد وصايف الغالي تراها تكاملت ولا له حليٍ من جميع البدايد وصله جنانٍ ليلها مع نهارها وصده جهنم جورها والوقايد ان غاب عني غابت ايام راحتي عزاي سرد مطولات القصايد وان شفت زوله حاضر من مغيبه معط مطاليبي وللولف عايد خفت الفراق ولا سلمت المصايب والصبر طبعٍ للقلوب البلايد ذي حالة الطراد يا طارد الهوى ايامه الحلوات سود العقايد يجي امورٍ ما تحسبه يجيها ويعطيك من غايات قلبه جحايد عفا الله عنا يوم هذي سلومنا عن زورة الجيران زرنا البعايد الشاعر: الأمير خالد بن أحمد بن محمد السديري ولد عام 1331ه ودرس على أيدي بعض العلماء في الدين واللغة والنحو فظهر أثر ذلك جلياً في شعره الفصيح كلفه الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بعدد من المناصب منها تعيينه وكيلا ومعاونا لأخيه الأمير تركي في عسير، ثم عينه أميراً على جيزان وبحكمته وشجاعته أخمد فتنة الريث، ثم أمر الملك عبدالعزيز بنقله لإمارة الظهران حاكما إداريا ثم في عام 1367ه انتدب أميراً على تبوك وفي عام 1375ه عين وزيراً للزراعة وفي عام 1382ه أميراً على نجران واستمر فيه إلى أن توفي رحمه الله عام 1399ه مناسبة النص: في حديث مع الأستاذ سلطان بن خالد السديري حول بعض قصائد والده الأمير خالد بن أحمد السديري (رحمه الله) أفاد نقلاً عن والده أنه قال هذه القصيدة وهو في الغاط وكان عمره وقتئذ سبعة عشر عاماً وإنها من اول قصائده ان لم تكن الاولى، وبما انه من مواليد عام 1331ه فانه قالها عام 1348ه وكذلك القصيده التي مطلعها (يا دار شاكيني) قالها وهو أيضا في الغاط، ثم أثناء توليه أمور إدارة إمارة عسير بالنيابة حدث أن الشيخ الثميري قاضي أبها خرج معه من المسجد ودخلا إلى المجلس فوجده يحتفظ بعدد كبير من قصائده في صندوق عنده، وكان القهوجي مريضاً ولم يحضر فأمر الوالد بإغلاق باب المجلس عليهما واستغل تأثر الأمير خالد بوفاة والده الأمير أحمد بن محمد السديري (رحمه الله) فأخذ ينصحه بترك الشعر وإن هذه الدنيا فانية وليس للإنسان إلا العلم النافع والعمل الصالح، ولن يصحب هذا الشعر في قبره وانتهت النصيحة بأن قاما بإحراق جميع قصائده ولم يبق له قبل هذا التاريخ سوى هاتين القصيدتين، وبدأ في دراسة علوم الدين والتاريخ على يد الشيخ الثميري وانقطع عن قول الشعر النبطي إلا النزر اليسير، أما القصائد المطولة فلم يعد لنظمها إلا في فترة متأخرة من عمره واعتقد ان اولاها القصيده التي مبدأها: ودعت من لا رغبتي في وداعه والعرف بين الناس وقفه وتوديع التي قالها عام 1378ه في رحلة للعلاج الى امريكا وكان يظن انه لن يعود منها وهو على قيد الحياة وقد اكملها بعد عودته". دراسة النص: بدأ الشاعر محتفياً بلقاء الحبيبة وواصفاً لهفة المحب التي أظهرها في هذا الكم من مفردات الحفاوة والترحيب ليبين لتلك الحبيبة منزلتها من نفسه، وأنها أمنية الروح وغايتها القصوى، وأن في وصالها تلتئم جراح النفس بما يعتبره كرماً وتلطفاً من فاتنته التي لا يجد بين الشابات الجميلات مشابهاً لها، فهي الحورية وهي اللعوب الطروب وهي التي إن أدبرت كانت العجزاء المثقلة وإن أقبلت كانت الهيفاء الطاوية، وهي ذات الدلال والغنج، ففي لقائها جنة الشاعر وفي صدودها الجحيم، وأن ليس له في غيابها سوى نظم القصائد المطولة، ثم يؤكد بأن لا يستغرب أحداً على المحب إتيانه أفعالاً لا يأتيها غيره وهذه هي حالة المحب الذي لا يذيع سره ويحافظ على شيمة العربي الأصيل في نفسه من صيانة شرف جيرانه فيبعد النجعة.