اعتمد تأجيل وتقديم مباريات الجولة ال11 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين قبل أكثر من شهر وتحديداً على هامش قرعة دور ال16 من بطولة كأس زايد للأندية العربية بالرياض، إذ عقدت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي ورشة عمل مع مندوبي الأندية المتأهلة، الهلال والأهلي والنصر لإعادة برمجة مواجهات الجولة ال11 فكان من المقرر أن يلعب الهلال في العراق والنصر في الجزائر اليوم (الأربعاء) على أن تُلعب مواجهتا أحد والوحدة يوم الأحد المقبل إلا أن مندوب نفط العراقي رفض الموعد وحدد يوم بعد غد (الجمعة) موعداً لمواجهة الذهاب في العراق الأمر الذي جعل المندوب الهلالي يرفض التوقيع ويطلب من لجنة المسابقات مهلة حتى يقرر الجهاز الفني الخيارات الأنسب والأفضل لفريقه؛ في حين وقع المندوب النصراوي على التقديم والتأجيل، إلى هنا كانت الأمور طبيعية جداً، فالاتحاد السعودي ممثلاً بلجنة المسابقات دائماً تسعى لتحقيق رغبات الأندية التي تمثل الوطن في المحافل الدولية، وهذا واجبها. السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا كل هذا الصياح والتشكيك من الجانب النصراوي في اللجان وفي اتحاد الكرة والاتهام المباشر بمحاباة الهلال في كل قرار يصدر من أي لجنة. الإسطوانة المستمرة النصراوية التي دائماً ما يكون شعارها المظلومية ومحاباة الهلال في كل شاردة وواردة حتى لو لم يكن للهلال دور فيها ولا علاقة له بها متى ستنتهي؟ ويعيش النصراويون بشكل طبيعي؛ فالبطولات لا يمكن أن تجلب بالصياح والتشكيك، البطولات يجلبها العمل الجاد والمؤسسي وصرف الأموال التي ستعزز الفريق بالأجانب الذين يصنعون الفارق واللاعبين المحليين المميزين، وجلب الأجهزة الفنية والطبية ذات المستوى العالي، ويفترض أن يبتعد اتحاد الكرة عن سياسة الخوف والمحاباة ويأخذ اتهام رئيس النصر بأن هناك شبهة على محمل الجد، ويحقق في الأمر ويطبق لوائحه على أصحاب الشبهة والمتهمين بها إن صح اتهام رئيس النصر، أو أن يعاقب صاحب الاتهام إن حدث العكس، وكانت له مقاصد أخرى خصوصاً أن مثل هذه الاتهامات تؤثر سلباً على عمل الاتحاد وهي اتهامات تكررت لأن هناك بكل أسف من أمن العقوبة! البطولات لن يجلبها الصوت العالي واللعب خارج الملعب، البطولات يجلبها المنطق والاعتراف بالتراجع ومعالجة الأخطاء وقبل ذلك احترام المنافس وعدم التشكيك في ذمم الآخرين، وهذا ما يرفضه النصراويون بشكل قاطع؛ فالمظلومية التي يعيشون تحت ردائها جعلت تفكيرهم فقط الهلال وما يحدث للهلال، فخسارة الهلال لديهم بطولة وتعادله بطولة، قرارات اتحاد الكرة كلها في مصلحة الهلال. النصر فريق كبير ويمتلك شعبية جماهيرية على مستوى المملكة وبإمكانه اكتساح البطولات متى ما تخلص من «المظلومية» وآمن أنصاره أن العمل الجاد فقط وحده هو الطريق لمنصات التتويج، وأن التشكيك في اللون الأزرق لن يزيدهم إلا تراجعاً ودافعاً قوياً لمنافسهم لحصد جميع البطولات. كثير من الهلاليين إن لم يكن جلهم يؤمن بأن نصر هذا الموسم مختلف وأنه منافس قوي لفريقهم الأقوى ولكن من الصعب جداً أن تجد نصراوياً يعترف بقوة الهلال وأنه الأقوى والأفضل في قارة آسيا.