دون نقطة التوازن تراجعت أسعار النفط نهاية الأسبوع الماضي تحت وطأة العديد من العوامل المؤثرة فيها أهمها زيادة المخزونات النفطية بداخل الأسواق، وذلك عقب حالة دعم للتعافي رأس الأسبوع ذاته بفعل التوقعات التي تشير إلى توجّه منظمة الأوبك وحلفائها من خارج المنظمة إلى دعم موازنة الأسواق بتخفيضات في مستويات الإنتاج، جرّاء إرهاصات تنبئ بتوجه المملكة العربية السعودية إلى اتخّاذ قرار الخفض لدعم الأسواق، إلا أن مستويات الخفض التي ربما يتم التوصل إليها خلال اجتماع حلفاء النفط في ديسمبر المقبل غير مؤكدة، حيث تداولت وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي مستويات خفض متوقعة قد تكون قريبة من المليون برميل يومياً في العام 2019م. بيدَ أن ملامح الأسواق النفطية تشير إلى عزم مصدري النفط الحلفاء على اتخاذ قرار الخفض للإنتاج النفطي وذلك خلال عدّة تصريحات لعدد من الأعضاء، حيث كشف أحمد الكعبي محافظ الإمارات العربية المتحدة لدى منظمة الأوبك في تصريح لوسائل الإعلام الثلاثاء الماضي عن نية أعضاء التحالف النفطي على خفض مستويات الإنتاج كنوع من الاتفاق المبدئي غير الرسمي، وذلك بناء على مخرجات اللجنة الفنيّة التي تعنى بدراسة ومراقبة أسواق النفط. في السياق ذاته ذكر محلل نفطي أن أسعار النفط قد تشهد خلال الفترة القليلة المقبلة نوعاً من الدعم، في ظل الدلائل التي تقول بوجود تحرّكات لمنتجي النفط تشير إلى عزمهم على اتخاذ قرار الخفض في مستويات الإنتاج خلال اجتماع فيينا القادم في السادس من ديسمبر القادم، وقد يتراوح حجم الخفض المتوقّع ما بين 1- 1.5 مليون برميل يومياً. وقال الدكتور محمد الشطي ل «الرياض» يعكس ضعف أسعار النفط حالة اختلال ميزان السوق من خلال زيادة المعروض مع ارتفاع الإنتاج من قبل المنتجين في تحرك يهدف إلى تهدئة مخاوف الأسواق بعد إعلان الولاياتالمتحدة الأميركية فرض عقوبات على إيران، ولكن العقوبات لم ترقَ إلى تلك المستويات التي لا تستطيع معها الأسواق تغطية النقص خصوصاً في ظل ضمان الجانب الأميركي فترة سماح للمستوردين الرئيسين للنفط الإيراني لكن هناك دلائل تشير إلى أن أسعار النفط قد تشهد ارتفاعاً في ظل تحركات يرصدها السوق حول عزم المنتجين خفض الإنتاج بمقدار 1 - 1.5 مليون برميل يومياً قد ينتج عنها اجتماع الأوبك في شهر ديسمبر 2018، كما أن خفض في قيمة صرف الدولار تساعد أيضاً في دعم أسعار النفط. وتابع قائلاً لذلك فإن أنظار المراقبين خلال الأسابيع القادمة تتجه نحو تصريحات المنتجين الكبار خصوصاً المملكة العربية السعودية وروسيا وباقي الوزراء حول وضع تصورات تساعد السوق على فهم ما يمكن أن ينتج عنه اجتماع منظمة أوبك في شهر ديسمبر وما يمكن أن يعني ذلك استقرار الأسواق والأسعار، وتبرز أهمية الحديث عن خفض في تسجيل إنتاج عدد من المنتجين للنفط مستويات عالية وتعافي إنتاج دول أخرى والتي كان الإنتاج يعاني فيها بسبب ظروف جيوسياسية غير مستقرة، كما يهتم السوق بتوقعات تنامي الاقتصاد العالمي والطلب العالمي على النفط في ظل تلك الأجواء التي عرفت بالحرب التجارية بين الأقطاب في العالم، ما ينتج عنها وضع عراقيل أمام حرية التجارة وتضع قيود على الاستهلاك ولا تساعد في الخروج من اختلال الأسواق وتمثل ضغوطاً على أسعار النفط، وفي ظل هذه الظروف فإنه من الممكن أن يتحرك نفط خام الإشارة برنت ضمن نطاق 60 - 75 دولاراً للبرميل مع كلا طرفي النطاق يتحدد وفق حال السوق النفطية.