استبعد محللون وخبراء في السياسات النفطية أي تغيير في قرارات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في اجتماعها اليوم الخميس، مبررين ذلك بارتفاع أسعار النفط التدريجية خلال الأسبوعين الماضيين فوق ال 50 دولارا ورفض إيرانوالعراق تحديد إنتاج النفط في الاجتماعات الأخيرة للدول من داخل وخارج أوبك إلى ما قبل يناير حيث من المتوقع أن تتجه الأمور إلى ما كانت عليه. وتنتج أوبك حاليا 32.4 مليون برميل يوميا وهو أكثر بنحو 700 ألف برميل من حجم الطلب على نفط اوبك الذي يصل الى 31.5 مليون برميل يوميا، فيما كان آخر قرار اتفق عليه أعضاء «أوبك» هو الإنتاج عند سقف ال 30 مليون برميل قبل أن يتم رفع العقوبات عن إيران وتعود بعض الدول داخل أوبك إلى إنتاجها الطبيعي. وكان ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة قد خفّف الضغط عن كاهل المنظمة النفطية، الذي كان مثقلاً بالدعوات العاجلة والطارئة للتحرك السريع في اجتماعها السنوي الثاني الذي سيعقد اليوم، حيث انخفضت الأسعار 3 سنوات متتالية في الشتاء وعادت أسعار النفط الخام لتتضاعف وترتفع فوق 50 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، فيما يبدو أن التخمة العالمية التي أثقلت الأسواق منذ 2014م بدأت تنفرج. وقال الخبير في السياسات النفطية الدكتور راشد أبانمي: إن بوادر ما قبل الاجتماع تشير إلى عدم تغير أي من وجهات النظر لإيران أو العراق في خفض إنتاجهما وتحديده عند مستوى ما قبل يناير، حيث رفضت إيران خفض الإنتاج في اجتماع الدوحة بوجود حليفها السياسي فمن باب أولى أن ترفض في ظل عدم وجوده داخل «أوبك». وتوقع أبانمي عدم قدرة إيران على زيادة إنتاجها للنفط فوق مستوى ال 3.300 مليون برميل وصولا إلى 4 ملايين برميل يوميا لضعف إمكاناتها التشغيلية من حيث صيانة الآبار لاسيما بعد توقفها عن الإنتاج لأكثر من 5 سنوات فترة العقوبات الاقتصادية. وقال المحلل النفطي سداد الحسيني: لا أتصور أن يحظى الاجتماع بطابع اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالأسعار من خلال زيادة أو خفض الإنتاج مع تعافي الأسعار واتجاهها للصعود فوق مستوى ال 50 دولارا خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى موقف إيران السابق حول خفض إنتاجها وتحديده عند مستوى ما قبل يناير. مضيفاً: «الاجتماع يعتبر تعريفيا لدخول بعض الوزراء الجدد لاجتماعات أوبك وفي مقدمتهم المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية». وسجلت معدلات الطلب على السلعة الناضبة مستويات بلغت 93 مليون برميل يوميا مع نهاية النصف الأول من هذا العام حسب بيانات منظمة أوبك. وفي المقابل، بلغت الإمدادات النفطية في العالم 95 مليون برميل يوميا في النصف الأول من هذا العام مما يشير إلى وجود فائض بين الطلب والعرض في الأسواق النفطية العالمية بنحو مليوني برميل يوميا حسب بيانات منظمة أوبك. وأوضح طارق بن قيس الصقير الباحث في التشريعات الاقتصادية أن المخزونات لدى الدول المستهلكة وصلت إلى مستويات ما يعادل 67 يوما من الطلب في الشهر الماضي مما يجعل إجمالي حجم مخزونات الدول المستهلكة يصل إلى ثلاثة مليارات برميل من النفط .