عرفت هذا الاسم في وقت مبكر من حياتي من خلال قصص الخيال العلمي.. أذكر أنني جمعت مصروفي طوال شهر كامل لشراء كتاب بعنوان «نسبية الضلال»، كنت أراه كثيراً في إحدى المكتبات.. ظننته واحداً من روايات عظيموف المترجمة، فإذ هو مجموعة رائعة من مقالات خاصة بالنظام الشمسي والأجرام الفضائية.. ماتزال أشياء كثيرة منه عالقة في رأسي من أهمها مقدمته التي يشير فيها إلى أن آراءنا ليست كاملة أو صحيحة 100 %، ولكنها نسبية ومتأرجحة بين المعقول والممكن والمستحيل. وإسحاق عظيموف كاتب وعالم أميركي «من أصل روسي»، ولد في بيتروفيتشي الروسية العام 1920، وهاجرت أسرته في سن الثالثة إلى أميركا، ومات في نيويورك العام 1992. ولد لأسرة من اليهود الأشكانز «يهود أوروبا الغربيين»، واسمه الحقيقي إسحاق أزيموف «ترجمت خطأ للعربية عظيموف». عمل كأستاذ جامعي، ويعد من أشهر كتاب الخيال العلمي وأكثرهم غزارة، وله 500 كتاب ورواية. أحب الناس كتاباته بسبب مزجه الرائع بين العلم والخيال والتنبؤ بالمستقبل.. من أشهر رواياته «الغسق» و»رياح التغيير» و»أنا الروبوت» وسلسة «الأساس» التي تتحدث عن معاناة الأرض بعد انهيار النظام الإمبراطوري في المجرة.. كتب أيضاً في الطب والتشريح والأديان والروايات البوليسية، ومن أشهر كتبه في هذا المجال: جسد الإنسان، وجريمة في الآيبي، ودليل أسيموف لأخطاء الإنجيل. وبالإضافة للكلمات التي ابتكرها في الإنجليزية ابتكر ما أصبح يسمى في علم النفس بعقدة فرانكشتاين «وهي خوف البشر اللاواعي من تمرد الروبوتات والأجهزة الذكية التي يصنعونها بأنفسهم».. ولضمان عدم تمرد الأجهزة الذكية نشر العام 1942 قصة قصيرة بعنوان التملص، بطلها رجل آلي تمت برمجته وفق ثلاثة قوانين تضمن سلامة البشر. وبسرعة اشتهرت هذه القوانين «عدم إيذاء المالك، وطاعة المستهلك، وسلامته من الأعطال» لدرجة أصبح من الصعب تأليف رواية خيالية لا يتقيد فيها الروبوت بهذه القوانين، خصوصاً أن عظيموف هو أول من ابتكر كلمة «روبوت» في روايته «الكاذب» العام 1941.. وسرعان ما تحولت هذه القوانين إلى «أساسيات» في عالم الصناعة والبرمجة سواء تعلقت بصاروخ باليستي أو كمبيوتر وجوال. ومثل الأدباء الخياليين كافة؛ مازالت روايات عظيموف تضم الكثير من الأفكار والنبوءات والتقنيات المستقبلية التي لم تكشف أو يتم تطبيقها حتى اليوم.