للإعلام أثر كبير في حياة الشعوب، ولما كان للإشاعات من أثر أسوأ للتمرد على القيم والسلوك الانحرافي؛ لذا يجب أن نواجه ذلك بأكثر عقلانية، وأبلغ حكمة، وألا نرخي أسماعنا لقيل وقال، التي تجر للغيبة والافتراء، وغيرهما من الموبقات. وقد اندفعت قنوات السفاهة مسعورة كالذي يهرف بما لا يعرف بدعوى حرية الإعلام، وكالمسعور تبث سمومها ومهاتراتها الصبيانية للنيل من مملكتنا، وهي عاجزة قليلة الحيلة، سلاحها الكذب الذي هو من صفات المنافقين، فهلا انتهوا وكفوا عن النباح، كيف للإرهاب الإعلامي أن ينتج وجها جميلا، أو أن يستمع إليه، فالعاقل خصيم نفسه، ونحن نعيش حربا إعلامية تستهدف بلادنا الحبيبة؛ لتأليب الرأي العام، وخلخة الأمن، وتفكيك اللحمة الوطنية، وزرع الفتنة والأحقاد، كما حصل في الشعوب الأخرى، التي تعيش في دوامة الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن والفقر والتفكك، ولكن هيهات ذلك، فبلادنا تتمتع بقيادة حكيمة منذ عهد المؤسس، مرورا بالأبناء والأحفاد، ونحن نعلم جميعا أن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، قد تعرض لحرب إعلامية قاسية من الكفار والمنافقين وإشاعات المغرضة؛ لكفه عن أداء رسالته السامية، وتفريق كلمة المسلمين، فأشاعوا أنه كاهن وساحر وشاعر، وحديث الإفك للنيل من العرض الطاهر الشريف، في محاولة لثني النبي عن الدعوة وإشغال الناس. وفي معركة أحد، أشيع أن الرسول قتل؛ لإحباط المسلمين، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، وأنا هززت أجنحة صبري؛ لأبوح بتفاصيل حبي لولاة أمري ولوطني، ولزوم السمع والطاعة في المنشط والمكره، والالتفاف حول قيادتنا، وأن نعمل إلى جانب قيادتنا في رفعة البلاد، وتحقيق رؤيتها الواعدة، وأن نلجأ إلى الدعاء لقيادتنا ووطننا، فالدعاء سلاح. إن ذلك العزف الصاخب والأبواق الناعقة من أعداء الوطن في الداخل والخارج لا تزيدنا إلا عزيمة على دحر عدونا، وحبا لقيادتنا، فنحن والله محسودون، ويترنح عدونا كالعربيد الثمل، ويزداد غيظا وكمدا وتخبطا، وعلى كل واحد منا ألا يستمع إلى تلك القنوات المضللة، والإشاعات المغرضة، ولا يتحدث بها في المجالس، وإذا ما رجع أولئك المغرضون عن غيهم، فيصح لنا القول إنهم مرضى عقليا؛ لأن مستوى تفكيرهم سطحي، ويسير ببطء، ونحن أبدا لا نساوم على أمن أوطاننا، وحكامنا هم صمام الأمان، ووطننا خط أحمر، نفديه بأنفسنا ومالنا، وعدم نشر الشائعات هو منطلق من منطلقات الوطنية الحقة، ولست هنا محتاجا إلى الإشادة بمكارم وطني، الذي يطيب الدفء في أحضانه، فقد ضج العالم بمكرماته ومنجزاته، فهذا لا يخفى على القاصي والداني في بقاع الأرض، فوطني عطر زكي، وقصة حب ليست لها نهاية، وطني أراك تزهو وتمشي على الأشواك صلبا لا تلين0 Your browser does not support the video tag.