_ محمد تركي أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبته بجامع الزهراء بمنطقة القصيم أن الشائعات المغرضة التي تنتهجها بعض الجماعات والأحزاب ضد بلادنا بلاد الحرمين وقادتنا وعلمائنا الأفاضل ما هي إلا دسيسة من دسائس أعداء هذه الأمة الإسلامية , ومن أشد ما يوالون به المنافقين للنيل من هذه الأمة العظيمة وشق صفها وبث الفتن وزعزعة الأمن والنيل منها. وأضاف معاليه أن هؤلاء الأعداء وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة حيث أصبحت تلك التقنيات لهم مسرحًا يعبثون فيه بأمن الناس وأديانهم وعقولهم، فانساق وراءهم بعض العامة والجهلة، ففُتِنوا بفتنتهم، ووقعوا في تقليدهم، حتى أصبحت تلك التقنيات مصدرًا رئيسًا لهؤلاء الأعداء كي يمرروا مخططاتهم لهدم الأمة , موضحاً معالي الشيخ السديس إن المؤسف ما وجد في بعض العقول الباهتة من تساهل في نقل الإشاعات والأخبار المكذوبة التي تصدر ممن يستمع للمنافقين فهو شريك معهم في الإثم؛ لأنه يروّج وينشر ما يقولون من الأكاذيب والافتراءات على بلادنا ووطننا وقادتنا الاكفاء وعلمائنا . وقال معاليه إن الشائعات المغرضة نخَرَت في جسَد الأمة ونشاطاتها المُختلفة، وحقَّقَت للأعداء بُغيتَهم، وخدمَت أهدافَهم السيئةَ وأغراضَهم الوقِحَة، لذا جاءَت شريعةُ الإسلام بالتوجيهات الواضِحَة لحفظِ المُجتمع وحمايته من كل ما يُلحِقُ به الضررَ، أو يُؤدِّي به إلى الفساد، ومن ذلك: مُحاربة أنواع الإشاعات الباطِلة، وبثِّ الأخبار الكاذِبة، فأمرَت بحفظِ الألسُن، وصيانةِ الأقلام مما لا دليلَ على صحَّته، ولا بُرهان على صِدقِه. ولهذا فالإشاعاتُ المبنيَّةُ على الكذِب بضاعةُ المنافقين والأعداء ، وسبيلُ المُرجِفين الذين قال الله – جل وعلا – في أمثالِهم: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ) الأحزاب: 60، 61 . وفي ختام خطبته حذر معالي الرئيس العام من الإعانة على نشر أخبارٍ لا بُرهان على صِدقِها، ولا إحاطةَ من سلامتها، فذلكُم نوعٌ من نشر الزُّور وقولِه، يقول – جل وعلا – في وصفِ عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان: 72 . ونبيُّنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: «ألا أُنبِّئُكم بأكبر الكبائر؟». قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدَين»، وكان مُتَّكِئًا فجلَس، فقال: «ألا وشهادةُ الزُّور، ألا وقولُ الزُّور»، فما زالَ يُكرِّرُها حتى قُلنا – أي: قال الصحابة -: "ليتَه سكَت" إشفاقًا عليه – عليه الصلاة والسلام -. فنقلُ الأخبار التي لا صحَّة لها، وإشاعةُ الأحاديث التي لا زِمامَ لها تزويرٌ على المسلمين، وخِداعٌ بالمؤمنين، يقول – صلى الله عليه وسلم – في الحديث المُتفق عليه -: {المسلمُ من سلِمَ المُسلِمون من لسانِه ويدِه } .