أكد إمام وخطيب جامع الملك سلمان في المعذر د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري في خطبة الجمعة أن ما تتعرض له المملكة من هجمة شرسة ظالمة، تستهدف وطننا في دينه وأمته وقيادته ومواطنيه ومقدراته. وبين أن الهدف من كل ذلك هو المملكة، والمستهدف قيادتها وشعبها ومقدراتها. وأضاف: حاولوا النيل من بلادنا بحادثة جمال خاشقجي، وظهر لكل ذي لب حقيقة المؤامرة التي تآلفت عليها تلك القوى الخارجية وتناصرت فيما بينهما، وعاون بعضهم بعضا وأصبح باطن أمرهم كظاهره ضد بلادنا وظهر في وسائل الإعلام المضلِل جنود وأتباع لتلك الحملة الشرسة، وفاحت أفكارهم فيها بالكيد والعداوة على منبع الإسلام في هذه المملكة. وقال إن أحداث التاريخ ووقائع الماضي ناطق بحبل موصول من الأدلة والبراهين على كذب وافتراء هذه الأبواق الإعلامية وكل محاولة لهم تبوء بالفشل والخسران؛ لأنها تصطدم ببنيان متماسك، ومَن يقرأ كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويتتبع سير التاريخ يجد أن العداء للإسلام وأهله موجود منذ شع نور الإسلام بأساليب ووسائل متعددة والله تعالى يقول: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيرا). وأوضح أنه لما كانت هذه المملكة العامرة حرسها الله ثابتة على دينها متمسكة بأصول عقيدتها محققة للأصول الشرعية في الاعتقاد من لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف، وشرفها الله بأن تكون قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم وحامية الحرمين، وأنها منبع الرسالة وحصن التوحيد وقلعة الإسلام ومآرز الإيمان، ومنطلق الدعوة، لما كانت كذلك، وستبقى -بإذن الله-. قَض ذلك مضاجعهم فلم يَقِر لهم قرار، ولم يَهدأ لهم بال، إلا النيل من هذه البلاد بأي وسيلة استطاعوا. سخروا قدراتهم المادية والمعنوية وأبواقهم الإعلامية من أجل زعزعة أمننا وتفريق وحدتنا وبذلوا ما يستطيعون في ذلك وتعاونوا على الإثم والعدوان ولكن ذلك لم يتحقق لهم لقوة تماسكنا مع قيادتنا واجتماعنا وتآلف قلوبنا واعتصامنا بديننا. وأكد د. الشثري على أن بلادنا منذ تأسيسها وحتى اليوم أبعد دول الأرض عن الدناءة في التعامل مع خصومها، ومخالفيها فلم يُعرف عنها عداء ولا غدر ولا خيانة، ولا شر على أحد، بل كانت ترعى قضايا المسلمين وتقف مع المنكوبين والمحتاجين ولا تزال كذلك ومواقفها المشرفة، ينطق بها الواقع والتاريخ. وأكد أن الإعلام الجائر الذي يثير الفتن والإشاعات بين المسلمين سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا، وهو يسعى لتفريق كلمة المسلمين وفتح المجال لعدوهم (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا). فليكن المسلم على حذر مما يُبث في تلك القنوات وما فيها من تهويل وأباطيل وكذب وبهتان، فإنهم كُلما أحيوا فتنة أركسوا فيها، وكلما أثاروا تهمة ارتدت عليهم (فماذا بعد الحق إلا الضلال). Your browser does not support the video tag.