يرعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، فعاليات «منتدى أسبار الدولي 2018» ومعرض «من الابتكار للتأثير» غداً الأحد، تحت عنوان «عصر المستقبل.. السعودية غداً». وثمّن رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي الدكتور فهد العرابي الحارثي، رعاية سمو أمير منطقة الرياض للمناسبة، لما يمثله من دعم وطني كبير يعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية بمستقبل الاقتصاد والاستثمار، ومستقبل القطاعات المختلفة، وتطويرها انسجاماً مع رؤية المملكة 2030، وطموحاتها وتجلياتها المستنيرة. د. العرابي في حوار ل«الرياض»: دعوة أهم خبراء العالم إلى المنتدى لمناقشة مستقبل المملكة أكد د. فهد العرابي -رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي- على أن المنتدى يناقش في دورته الجديدة المستقبل، وكيف سيكون وجه العالم الذي نعيشه اليوم، بعد التحولات والتطورات الكبيرة تقنياً وصناعياً وفي مختلف المجالات، مبيناً أنه سيتم طرح خمسة محاور هي: التعليم في المستقبل، والصحة في المستقبل، والطاقة في المستقبل، والبيئة في المستقبل، والتقنية في المستقبل، حيث دُعي لمناقشتها أهم الخبراء الموجودين في العالم. وقال في حوار ل»الرياض»: يقدم منتدى أسبار الدولي 2018م حزمة كبيرة من الفعاليات والمبادرات، فهناك 16 جلسة نقاش علمية، وست ورش عمل، وتسع محاضرات، ومعرضاً «للشركات الناشئة» بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومسابقة أفكار للمستقبل التي رصدت لها جوائز تشجيعية، ذاكراً أن هذه التظاهرة العلمية التنموية الوطنية سينتج عنها جملة من المبادرات الخلّاقة، وفيما يلي نص الحوار. خمسة محاور * لماذا اخترتم موضوع «عصر المستقبل، السعودية غداً» عنواناً وشعاراً لمنتدى أسبار الدولي 2018 في دورته الثالثة؟ * كان تركيزنا الأساسي في الدورتين السابقتين على مجتمع المعرفة والاقتصاديات الجديدة، مواكبة لرؤية المملكة 2030، التي تدعو إلى تنويع مصادر الدخل، وكذلك فضاءات الاقتصاد الجديد وآفاقه، ومنها مثلاً: الثورة الصناعية الرابعة قبل تجلياتها، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي وغيرها، أمّا في هذه الدورة الجديدة -الثالثة- فالموضوع يناقش المستقبل، كيف سيكون وجه العالم الذي نعيشه اليوم، بعد التحولات والتطورات الكبيرة تقنياً وصناعياً وفي مختلف المجالات، وسنناقش ما بشرت به الثورة الصناعية الرابعة، مُمهدة للثورة الصناعية الخامسة، لذا كان من الضروري الانتقال إلى هذا المستوى في طرح الموضوعات، التي ترسم مسيرة المستقبل للعالم والمملكة. تقديم 16 جلسة علمية وست ورش عمل وتسع محاضرات ومعرض للشركات الناشئة * ما المستقبل الذي تقصدونه؟ * نود أن نُسهم في الإجابة على هذا السؤال: أين تقع المملكة العربية السعودية في هذا المستقبل، ولذا وضعنا محاور أساسية كبداية للبحث في مستقبلنا، من خلال خمسة محاور هي: التعليم في المستقبل، والصحة في المستقبل، والطاقة في المستقبل، والبيئة في المستقبل، والتقنية في المستقبل، هذه المحاور الخمسة الأساسية دُعي لمناقشتها أهم الخبراء الموجودين في العالم، والمتخصصين في هذه المجالات (90 متحدثاً من 16 دولة حول العالم)، وهي تؤسس لمناقشة محاور أخرى في المستقبل، وهذا ما دفعنا إلى أنّ يكون شعار المنتدى هو «السعودية غداً»، لنتصور كيف سنكون غد. 16 جلسة * ما أهم الفعاليات التي سيطلقها منتدى أسبار الدولي هذا العام؟ * يقدم منتدى أسبار الدولي 2018م حزمة كبيرة من الفعاليات والمبادرات، فهناك 16 جلسة نقاش علمية، وست ورش عمل، وتسع محاضرات، ومعرضاً «للشركات الناشئة» بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومسابقة أفكار للمستقبل التي رصدت لها جوائز تشجيعية، وهذه التظاهرة العلمية التنموية الوطنية، سينتج عنها جملة من المبادرات الخلّاقة، ستعلن في جلستين رئيسيتين واحدة بعنوان «السعودية غداً»، والأخرى بعنوان «أجندة المستقبل»، وأشير هنا إلى أنّ الجلسات العلمية تتضمن جلسة لمناقشة أهم كتاب صدر من منظمة اليونسكو بعنوان (تحويل المستقبل: التوقع في القرن الواحد والعشرين)، إلى جانب مناقشة تقرير مؤسسة الفكر العربي العاشر حول (الابتكار والاندثار)، في جلسة أخرى منفصلة، كما خصصنا جلسة عن مستقبل الوظائف، وهي الجلسة المهمة التي ستقدّم فيها ماكنزي تقريراً يُعرض لأول مرة حول نتيجة دراساتهم وأبحاثهم خلال العام في هذا الموضوع، حول «وظائف المستقبل»، كما يتضمن المنتدى العديد من الفعاليات المثيرة للاهتمام. شراكات استراتيجية * احتلت الشراكات الاستراتيجية والعلمية مع مؤسسات كبيرة وجامعات عريقة محلية وعالمية مكانة رئيسية في فعاليات المنتدى، ما هي هذه الشراكات؟ * عقدنا -بحمد الله- شراكات استراتيجية مع وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووازة الإسكان، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، وكذلك شركة أرمكو السعودية، ومجموعة روتانا، هذا إلى جانب الشراكات العلمية الكبيرة المحلية والدولية التي أسهمت في تعزيز دور المنتدى، ومن أبرزها: شراكة المنتدى مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم (اليونسكو)، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة آي أي بزنس سكول في أسبانيا، وشركة ماكنزي، وكذلك دورية هارفرد بزنس ريفيو، ودورية إم آي تي تكنولوجي ريفيو، والاتحاد العالمي لدراسات المستقبل، ويضم هذا الاتحاد باحثين وأعضاء من أكثر من 60 دولة حول العالم. هدف أسمى * كيف أتممتم هذه الشراكات؟ * هؤلاء جميعاً هم شركاء وداعمون آمنوا بفكرة المنتدى، والتقت مع توجهاتهم، وخططهم الطامحة إلى صناعة مستقبل مثمر، فتشاركنا الهدف الأسمى لتحقيق ذلك، فمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هي داعم أساسي لنا منذ الدورة الأولى، وكذلك شركة أرامكو السعودية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي ستقيم بالمشاركة مع منتدى أسبار الدولي معرضاً مصاحباً في غاية الأهمية بعنوان: «من الابتكار للتأثير» يتناول الشركات الناشئة تحت مظلة جامعة كاوست، والجامعة تدير مشروعاً مهما وقوياً لرعاية واحتضان الشركات الناشئة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وخلق فرص جديدة للاستثمار في المملكة، وسيستعرض المعرض مسيرة تلك الشركات منذ أن بدأت كفكرة مروراً بالتخطيط والتأسيس لها، والتمويل، وانتهاء بمرحلة الإطلاق وبدء الإنتاج، لذا نحن ندين لهم بالشكر والاعتراف، على مؤازرتهم لمنتدى أسبار الدولي. مسابقة «أفكار للمستقبل» تهدف إلى تنمية روح الابتكار وتحفيز المواهب والقدرات إبداع وابتكار * في ظل الحملة العدائية الصعبة التي تتعرض لها المملكة اليوم، ما الذي يجعل هؤلاء المتحدثين من مختلف دول العام، يأتون إلى الرياض ليتحدثوا عن المملكة ومستقبلها؟ * لاشك أنه عندما تأتي هذه الشخصيات العلمية الكبيرة المعتبرة، وتتفاعل مع مفكرين ومثقفين وعلماء من المملكة، وتقدم تصوراتها للمستقبل، وتناقش معهم طموحات المملكة وطموحات رؤية 2030، فإنهم في الحقيقة مؤمنون بهذه الرؤية، وبتحول المجتمع السعودي من مجتمع رعوي إلى مجتمع منتج، وسيخرجون بانطباعات في غاية الجمال عن المملكة وعن نهضتها، وعن الإنسان السعودي بالدرجة الأولى. * ماذا عن جائزة مسابقة منتدى أسبار الدولي «أفكار للمستقبل»؟، ما الفلسفة التي قامت عليها؟، هل سنشهد أفكاراً خيالية فعلاً؟ * مسابقة «أفكار للمستقبل» هي مسابقة عامة للمواطنين والمقيمين في المملكة من جميع الفئات العمرية، تهدف إلى تنمية روح الإبداع والابتكار وتحفيز المواهب والقدرات، وتستنهض ملكة الإبداع والابتكار لدى الشباب في تقديم أفكارهم للمستقبل، وحددت لجنة المسابقة خمسة قطاعات رئيسة، للتنافس فيها، هي: (التعليم في المستقبل، الصحة في المستقبل، التقنية في المستقبل، الطاقة في المستقبل، البيئة في المستقبل)، ووضعت شروطاً لهذه الأفكار بأن تكون أفكاراً إبداعية وريادية بعيدة عن محاكاة الواقع أو إعادة إنتاجه، وتُعرض بشكل محترف عبر (رسم، أو موشن غرافيك، أو فيديو غرافيك) أو غيرها من الوسائل المبتكرة والجاذبة، وستعلن أسماء الخمسة الفائزين فيها يوم 30 أكتوبر 2018م، وسيكرمون من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، في حفل افتتاح المنتدى يوم 4 نوفمبر 2018م. تطوير المجتمع * مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام منذ نشأته وحتى الآن، كيف تقرؤون التأثير الذي تقوم به مراكز الدراسات والبحوث في المملكة في المساهمة بتطوير عملية التنمية في البلاد؟ * المركز يقوم أساساً على رؤية واضحة هي المساهمة في تطوير المجتمع ورفع كفاءة مؤسساته، ومساعدتها على رسم السياسات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية والسياسية، والحث على استخدام البيانات والمعلومات من قبل الباحثين والدارسين وصانعي القرار، ونحن من خلال منظومة مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام نهدف إلى المساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فضلاً عن أن من أهم أهداف «منتدى أسبار الدولي» الذي ينظمه المركز خدمة التطلعات التي جاءت بها رؤية 2030 الرامية إلى صناعة المستقبل، ودفع عجلة التنمية والتنوع في الاقتصاد والموارد وكافة الأصعدة الأخرى، فضلاً عن الدراسات والأبحاث العلمية المنهجية التي ينقذها «مركز أسبار»، والحوارات والنقاشات العامة المثمرة التي تتم في «ملتقى أسبار» . Your browser does not support the video tag.