الفوبيا هي الخوف الشديد والرهاب غير العقلاني من كائن معين، أو وضع معين أو موقف معين، أو موضوع معين، وتصنّف من ضمن اضطرابات القلق، وقد تصل للخواف المرضي أو الفزع الذي يشير إلى وجود خوف دائم لا يستثير بالضرورة هذا الخوف، وقد يعرف الشخص أنه لا خطر من هذا الموضوع أو الموقف، إلاّ أن وعيه بذلك لا يقلل من مخاوفه، أي أن الشعور بالخوف أكثر بكثير من السبب الداعي له، ويقترن هذا الشعور عادة بالرغبة في الهروب بعيداً عن السبب، وهناك حالات كثيرة من الفوبيا منها على سبيل المثال فقط : فوبيا العلو أو الارتفاعات، فوبيا البرق، فوبيا النار، فوبيا الظلمة، فوبيا العلاقات الاجتماعية، فوبيا الكلاب، فوبيا الموت، فوبيا الجنون، فوبيا الحرب، فوبيا الاضطهاد، وغيرها. النظريات كثيرة لتفسير الفوبيا؛ إلا أن إحدى هذه النظريات المهمة هي نظرية الاقتران الشرطي لأتباع المدرسة البافلوفية نسبة إلى العالم الروسي «إيفان بافلوف»، التي ترى أن الفوبيا تنشأ عن الاقتران الزماني أو المكاني المتكرر بموضوع معين أو أكثر وفي ظروف عاطفية وانفعالية تثير الخوف، وينتهي الأمر بنسيان الفرد للظروف الأساسية المثيرة للخوف، ويبقى تعلق الخوف بالموضوعات الجديدة التي ارتبطت بها تجربته المتكررة. المتأمل والمراقب للساحة الإعلاميّة والسياسية في هذه الفترة يجد حشداً مكثفاً بشكل كبير على «فوبنة» المملكة، وصنع سياجات من الخوف وهالات وهمية من الضبابية حول صورتها، وكأن قضايا العالم انتهت ولم يتبقّ لهم إلاّ المملكة! في الوقت نفسه نجد التعامي المقصود عن قضايا مصيرية لشعوب كاملة، ونجد التبرير السطحي لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في دول تدعي أنها دول عظمى، ونجد التعتيم الإعلامي عن جرائم تتم ضد الإنسانية بدعوى عدم ثبوت الحقائق، وفي المقابل تتجه عدسات الإعلام وأقلام الكتّاب وخطابات السياسيين إلى المملكة وتعمل على الاستماتة في شيطنتها واستجلاب العداء من كل العالم، ومنهم من يقضي الساعات الطوال على الفضائيات في التحليل الإخباري وتعليق التهم والزج بالافتراءات والرمي بالشُّبه. حتماً هذه الحملات هي جهود موّجهة، ومدفوعة، وذات غايات معروفة، ومن جهات لها مطامع تحمل في نفوسها حقداً مبطناً على بلادنا، وتسعى بكل ما أوتيت لخلق صورة ذهنية تشعر الآخر بالخوف، ولمقاومة هذه الحملات المسعورة نحتاج لمشروع إعلامي وطني ضخم، يحمل خطة استراتيجيّة محكمة، يحمل رسالة موّجهة للخارج والداخل بمضامين وحقائق ذات واقع مُشاهد، ولغة راقية، ويحمل خطاباً يعكس نُبل أخلاقنا وصلابة قيمنا ومنجزاتنا التنموية التي تبهر العالم. وأخيراً قالت العرب: لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ Your browser does not support the video tag.