تبدأ الانتخابات النصفية الأميركية في السادس من شهر نوفمبر المقبل، الأمر الذي يعتبر مرحلة مهمة في السياسة الأميركية، وذلك للتأثير المهم الذي تلعبه المؤسسة التشريعية الأميركية أي الكونغرس بغرفتيه، مجلس الشيوخ والنواب، فمن يسيطر على الكونغرس يسيطر على صناعة القرار الأميركي بدرجة لا تقل أهمية عمن يملك البيت الأبيض. وكانت أول سنتين رئاسيتين للرئيس ترمب الأسهل والأهم بالنسبة لإدارته من ناحية إمكانية تحقيق أهم الإنجازات، لأن الحزب الجمهوري كان يمتلك أغلبية في الكونغرس مع وصوله إلى البيت الأبيض. وسيحدد مصير الكونغرس، خمسة وثلاثون مقعدا، من أصل 100 في مجلس الشيوخ، و440 سباقا انتخابيا في مجلس النواب واقتراع على حكام 36 ولاية وثلاثة أقاليم بالإضافة لعدد من المقاعد المحلية. وعلى الرغم من تفاؤل الديموقراطيين وكثرة عدد المسجلين للمشاركة في الانتخابات، الأمر الذي يعتبر مؤشراً على اقترابهم من الاستيلاء على غالبية المقاعد في الكونغرس، أظهرت آخر استطلاعات للرأي أجرتها شبكة "سي ان بي سي" أن الديمقراطيين متقدمين ب6 نقاط فقط وهذا مؤشر لا ينم عن موجة ديمقراطية قوية من الناخبين ستواجه الجمهوريين في نوفمبر. ومن أهم النقاط التي تقف عائقاً بين موجة ديموقراطية من الناخبين هي ارتياح شريحة واسعة من الأميركيين للتحسن الاقتصادي في ظل الإدارة الجمهورية والتحسن الملحوظ في سوق الأسهم الأمريكية وارتفاع الحدود الدنيا لأجور العمال وتخفيض الضرائب. ومن أكثر السباقات احتداماً في الانتخابات المقبلة، محاولة النائب الديموقراطي بيتو اوروك ازاج السيناتور الجمهوري القديم والمرشح السابق للرئاسة تيد كروز من مقعد ولاية تكساس. ونجح اوروك في جمع مبلغ يعتبر الأعلى في تاريخ الحملات لمجلس الشيوخ وهو 38 مليون دولار، حيث يضغط الديمقراطيين لتقديم اوروك كوجه شاب جديد للحزب الديموقراطي. ومن الأخبار المثيرة عن الانتخابات النصفية هو نجاح الديموقراطيين في جمع المبالغ الأكبر للحملات الانتخابية ففي نيفادا تمكن المرشح الجمهوري من التقدم على منافسه الديموقراطي جاكي روزين في المبالغ التي جمعها لحملته وكذلك الأمر بالنسبة للمرشحين الديموقراطيين في تينيسي واريزونا. ويحتاج الحزب الديموقراطي إلى الفوز في مقعدين إضافيين فقط الشهر المقبل ليصبح الحزب الغالب في مجلس الشيوخ. ويتحضر الديمقراطيون إلى إعادة عدد من التشريعات التي طرحتها إدارة ترمب إلى الواجهة وخاصة الملفات المحلية المتعلقة بقوانين الهجرة وقانون التأمين الصحي "أوباما كير" وبناء الجدار مع المكسيك والتي ستكون أمور من الصعب تمريرها في حال تصدر الديموقراطيون المشهد، أضف الى ذلك التحقيقات في تدخلات روسيا المزعومة بالانتخابات الأميركية. من جانب آخر، من المقرر أن يمضي الرئيس ترمب في استكمال سلسلة المحادثات مع كوريا الشمالية لنزع سلاحها النووي بعد الانتخابات النصفية حيث قال الرئيس في لقاء تلفزيوني إنه يشعر بثقة تجاه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وأنه نجح في وقف التهديدات الخطيرة القادمة من "كوريا الشمالية". Your browser does not support the video tag.