بعد مضي أكثر من 500 يوم على المقاطعة العربية التاريخية لقطر بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، التي تم الإعلان عنها في الخامس من يونيو العام 2017، ومنذ ذلك التاريخ يمر الاقتصاد القطري بانتكاسات متواصلة كان آخرها فقدان الدوحة أصولاً احتياطية، كما أصبحت الدوحة في عزلة دولية وإقليمية وعربية، وأصبحت نتائج مقاطعة قطر من قبل الدول العربية ملموسة لدى الجميع، فقد تقلصت الأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم بنسبة كبيرة، وتراجعت حدة الخلافات والاضطرابات والفتن، وشهدت المنطقة حالة من استرداد الأمن والاستقرار في أكثر من مكان ودولة، والأهم من ذلك أن أعداء الأمة العربية والإسلامية وأدواتهم الإرهابية والتخريبية قد تكبدوا خسائر كبيرة بعد أن حققوا العديد من الانتصارات على حساب دول المنطقة، وبلا شك فإن مقاطعة قطر قد لعبت دوراً في مسيرة إعادة الشرعية في اليمن وإضعاف جماعة الحوثي الإرهابية، كذلك خسر تنظيم داعش أكثر من ثلثي عناصره وقواه، وتقلصت قوة الجماعات الإرهابية في أفريقيا، وخسر تنظيم الإخوان الإرهابي نفوذه في العديد من المناطق العربية، هذا ما أكده تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات. وأضاف التقرير رأي تنظيم الحمدين أن الإصرار على سياساته هو الحل الأنجح لمواجهة أزمته، فقاده العناد إلى مزيد من الإصرار على الإرهاب والتورط في جرائم وأنشطة وملفات كبيرة تضر بقطر أكثر من غيرها، ولعب الجانب الإيراني والإخواني دوراً مهماً في دفع رموز تنظيم الحمدين إلى ممارسة سياسات عدائية تجاه الدول العربية بهدف شق الصف العربي وخلق الانقسامات والفتن بين الأشقاء العرب، وهو ما أدى إلى استنزاف الاقتصاد القطري وانعدام الثقة بتنظيم الحمدين الذي أصبح يعاني من عزلة وأزمات على كافة المستويات يصعب عليه الخروج منها. وأشار التقرير لقد ضحى تنظيم الحمدين بالأمة العربية والإسلامية من أجل الإصرار على سياساته التخريبية وعدم إغضاب الحليف الإيراني والإخواني، غير مدرك أن تلك السياسات لن تجلب سوى الدمار والضياع، وعندما سئم من النظام الإيراني وتنظيم الإخوان، وتيقن أنهما في طريقهما إلى الزوال، وأنهما يحتاجان إلى العون أكثر من حاجته هو إلى مساعدة الآخرين، علم الآن أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأنه أصبح وحيداً في عالم تتزايد فيه التحالفات والتكتلات، ومن المؤكد أن تنظيم الحمدين يبحث حالياً عن حلول لأزمته يخرج فيها بأقل الخسائر. وأكد التقرير أن تنظيم الحمدين يسعى حالياً إلى توسيع علاقاته مع الكيان الصهيوني من أجل تخفيف الضغوط العالمية عليه، ومحاولة التأثير على القرار الأميركي والغربي عن طريق اللوبي الصهيوني، إلا أن فقدانه للكثير من المقومات المالية سيجعل هذه الجهود تصطدم بجدار الفشل، لا سيما أن المؤسسات القطرية السيادية لا تزال مخترقة من قبل الاستخبارات الإيرانية وتنظيم الإخوان الدولي وتخضع لإرادتها وتؤثر فيها كثيراً. واختتم التقرير لقد فشلت الدوحة في تدويل الأزمة القطرية وتوظيف المجتمع الدولي والزج بأطراف لا علاقة لها بالملف القطري من قريب أو من بعيد للخروج من أزمتها وكسر المقاطعة، لتجد نفسها رغم كل التنازلات وهدر المليارات والتضحية بالبلاد أنه لا مفر من المقاطعة حتى لو استمرت 100 عام ما دامت الدوحة على نهجها في دعم الإرهاب وخروجها عن الصف العربي والخليجي وارتمائها بأحضان إيران والإخوان، وأنه لا خيار سوى الرضوخ والاستجابة لمطالب الرباعي العربي كافة، وفي غير ذلك فإن تنظيم الحمدين سيواجه السقوط لا محالة، وسرعة التهاوي في الأيام المقبلة ستكون أسرع بسبب الأزمات التي تعصف بالداخل القطري وبحلفاء الحمدين إيران وتركيا، فإطالة عمر الأزمة لا تضر سوى قطر والشعب القطري، أما الدول المقاطعة فمن مصلحتها الإبقاء على مقاطعة قطر طالما أن الأخيرة مصرة على سياساتها التخريبية ودعمها للإرهاب وتآمرها مع النظام الإيراني ضد دول المنطقة. Your browser does not support the video tag.