لازال العالم والمنطقة العربية تعاني من هذه الأزمة التي حصلت في المنطقة بسبب سياسة قطر وإشكالياتها السياسية وإصرارها على دعم الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وقد حاولت دول الخليج مرارا وتكرارا أن تثني الدوحة عن هذا السلوك المنحرف، ولكن سياسة النظام القطري أوغلت في دعم المنظمات الإرهابية وتخريب الدول وتمزيقها، حيث أكد تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات العربية المتحدة أن مقاطعة قطر من قبل الرباعي العربي في كل الأحوال أمر ضروري للغاية، ولا بد أن يستمر لحماية الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب والتصدي للمشروع الإيراني، وطالما أن نظام الحمدين لا يزال يرفض الاستجابة للمطالب العربية،فإن المقاطعة سوف تستمر بكل تأكيد، لأسباب عديدة أهمها أن نظام الحمدين أوصل أزمته بعناده وسلوكه العدائي وتحالفه مع إيران ضد الدول العربية إلى نقطة اللا عودة، ثم أن الخسارة على كافة الأصعدة من هذه المقاطعة تتكبدها الدوحة، أما الدول المقاطعة فإنها تسير في تقدمها وعلاقاتها الدولية دون أي تأثر بهذه الأزمة التي أسقط النظام القطري بها نفسه. وأضاف التقرير أن التوقعات في البداية كان أغلبها يشير إلى أن عمر الأزمة لن يطول كثيرا، على اعتبار أن هناك شي من الحكمة لدى النظام القطري أو أن هناك شخصيات قطرية غير الحمدين لها تأثيرها في الداخل القطري ولديها من الحكمة ماتجعلها تضغط بكل قوتها على النظام للاستجابة للمطالب وإنهاء الأزمة، غير أن إطالة عمر الأزمة إلى هذا الوقت له مؤشرات واضحة أهمها فقدان النظام القطري لأدنى حكمة أو عقلانية أو خبرة سياسية، وأيضا قوة سيطرة الحرس الثوري على القرار القطري، إضافة إلى تمكن النظام القطري من إقصاء ممنهج للحكماء وإبعاد القوميين والوطنيين والرافضين للتداخلات الإيرانية. وأشار التقرير على اعتبار أن الأزمة لا تؤذي إلا مسببها، فإن النظام القطري رغم تملقه وتبجحه ومحاولة تغطية جروحه ونزيفه، إلا أنه يتجرع مرارة أعماله ويحصد أشواك سلوكه التخريبي، وهي عملية جراحية كان لابد منها لتنظيم الحمدين حتي يكف عن دعمه للإرهاب وسعيه إلى زعزعة أمن واستقرار الدول العربية ومنع تحوله إلى جسر وأداة لتنفيذ المشروع الإيراني التوسعي وأنشطتها الإرهابية والتجسسية. ولذا فإن مقاطعة النظام القطري أمر كان ولا يزال لابد منه كجزء لا يتجزء من عملية محاربة الإرهاب وحماية أمن الأوطان وإفشال مؤامرات إيران التوسعية. Your browser does not support the video tag.