بعد نحو 3 أشهر على اعتقال ألمانيا للدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي (46 سنة)، الذي كان يعمل في سفارة بلاده في فيينا، قررت المحكمة العليا في ولاية بافاريا الألمانية تسليمه إلى بلجيكا تجاوباً مع مذكرة توقيف أوروبية. وجاء في بيان مقتضب صدر عن محكمة بامبيرغ ونشر على صفحتها أمس، أن القرار اتخذ في 27 سبتمبر (أيلول) وأنه استند لطلب بلجيكا تسلم أسدي لمحاكمته على أراضيها. وجاء في بيان المحكمة أن أسدي خسر حصانته الدبلوماسية: «لأنه كان في إجازة خارج البلد المضيف النمسا ولم يكن يسافر بين بلده المضيف والدولة التي عينته (أي إيران)». ويفترض أن أسد الله أسدي سلم مادة «تي إيه تي بي» متفجرة إلى الزوجين بهدف تنفيذ العملية الإرهابية المذكورة. وكان الإرهابي الإيراني يستهدف بقنبلته تجمعاً للمعارضة الإيرانية يحضره نحو 25 ألف معارض جرى يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي في فرنسا. واستهدف المخطط تحديداً مؤتمراً نظمته جماعة «مجاهدي خلق» الإيرانية في ضاحية فيلبنت في باريس، حيث احتشد على مدار أيام عدة آلاف المناهضين للنظام الإيراني. ولم يحدد متحدث باسم محكمة بامبيرغ في اتصال مع «الشرق الأوسط» موعداً لتسليم أسدي لبلجيكا، مضيفا أنه سيبقى في السجن في ألمانيا حتى موعد التسليم. وأضاف أن الخطوات التالية هي من مسؤولية مكتب الادعاء العام في الولاية. ورفض أيضا مكتب الادعاء تحديد موعد لتسليم أسدي أو تأكيده، وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «المدعي العام سيدرس الآن قرار المحكمة» قبل أن يدلي بتفاصيل إضافية، مضيفا أنه لن يكون بمقدوره تحديد موعد لتسليم أسدي «إذا كان تسليمه سيتم». وقالت مصادر قانونية ل«الشرق الأوسط» إن دول الاتحاد الأوروبي ملزمة بالتجاوب مع مذكرات توقيف أوروبية، وهي الحالة التي تنطبق عليها قضية الدبلوماسي الإيراني المعتقل في ألمانيا. ويمكن عمليا للمدعي العام أن يرفض قرار المحكمة بتسليم المتهم، ولكن ذلك: «قد يتسبب بأزمات سياسية» بين الدولتين، بحسب المصدر القانوني في برلين. وكانت الادعاء الألماني قد وجه اتهامات لأسدي في يوليو (تموز) الماضي ب«العمل كجاسوس والتآمر لارتكاب جريمة قتل». أما بلجيكا فتقول إنه الرأس المخطط للعملية الإرهابية التي تم الكشف عنها والتي كانت ستطال تجمعاً كبيراً للمعارضة الإيرانية في باريس. ويتهم الادعاء البلجيكي أسدي بتزويد زوجين بلجيكيين من أصول إيرانيين بالمتفجرات والأوامر لتنفيذ العملية ضد تجمع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي كان سيحضره الآلاف من بينهم مسؤولون أميركيون وأوروبيون. Your browser does not support the video tag.