كُل عامٍ ووطننا بخير، كل عام وإنجازاتنا تنمو وتزدهر، كل عام ونحن نفخر بوطننا وبإنجازات مليكنا المُفدّى، وولي عهده الأمين. تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الثامن والثمانون لتوحيد المملكة في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، وهو يوم صدور مرسوم الملك عبد العزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، لتوحيد المملكة العربية السعودية، إذ صدر في السابع عشر من جمادى الأولى لعام 1351ه، مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من جمادى الأولى من العام نفسه، الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر من عام 1932م، يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. ومنذ اليوم الأول، بل منذ اللحظة الأولى من توليه الحكم وضع الملك عبد العزيز رحمه الله هموم شعبه وأمته نصب عينيه، فكانت إنجازاته تنهال انهيالاً حيث قام بتنظيم الدولة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، ونقل الحياة في المملكة من حياة قبلية تقوم على اساس من النزاع والخلاف، إلى شعب واحد ينصهر ضمن كيان المملكة العربية السعودية، يحمل هماً واحداً، ويتقدم بخطى ثابتة نحو الأمام، يدفعه الإيمان بالله، والعزيمة الواثقة بشرع الله. وفي ظل قيادة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه أخذت المملكة العربية السعودية تنمو وتتطور على كافة الصعد، وفي شتّى الميادين، سواء في الجانب الاقتصادي، أم في الجانب السياسي، أم في جانب الخدمات وسبل تطوير العيش وتسهيل وسائل الاتصال، فقد كان رحمه الله تعالى على قدر كبير من الوعي العلمي والثقافي بالقدر الذي يسمح له أن يكون رجل دولة، يملك زمام الأمور، ويعرف بأحوال الحياة، فنظم الدولة على أساس متين، ونقل الحياة نقلة نوعية جعلته نموذجاً يُحتذى في الحكمة والحنكة والدراية والعلم، يصحبه في ذلك إيمانه الواثق بالله، وثقته العالية بالشرع الإسلامي الحنيف، وعقله النيّر القادر على معرفة سبل القيادة الفذّة الحكيمة. ثم تولّى أنجال الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه قيادة المملكة كابراً عن كابر، وكان لكل منهم أثره الواضح في تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعناية بالجوانب الدينية التي من شأنها خدمة حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن، فوضعوا على عاتقهم خدمة الحرمين الشريفين، تأسياً بالملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، وعلماً منهم بشرف هذه المنزلة العظيمة عند الله تعالى. وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ملكاً ورجلاً وإنساناً، قدّم كل ما في وسعه تقديمه للشعب السعودي الكريم، ووقف مواقف عظيمة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، علاوة على تعزيزه لمسيرة النمو والتقدم الحضاري، والازدهار العلمي، والتطور التكنولوجي، فصار الإنجاز سمته الظاهرة، والتطوير صفته الماثلة للعيان، فمهما حاولنا إحصاء إنجازاته فإنا لن نستطيع، فهي داخلة ضمن أطر الحضارة كافة، وعلى رأسها الإنجازات الكبيرة في خدمة الحرمين الشريفين، فقد سعى خادم الحرمين الشريفين لتقديم أفضل الخدمات وأرفع سبل الراحة لضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام، فكانت المشاريع الإنشائية الضخمة في توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز المنشآت العمرانية التي تخدم الحجاج وتسهّل عليهم أداء مناسكهم. Your browser does not support the video tag.