في مثل هذا الوقت من كل عام تمر بنا ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، هذه المناسبة الخالدة في تاريخ الدولة السعودية، يوم أن وحد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - يرحمه الله- شتات هذه البلاد بعد الفرقة، والإعلان عن قيام أعظم وأكبر وحدة وطنية عرفها التاريخ الحديث التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه. إن اليوم السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351ه كان يوم إعلان توحيد المملكة حيث صدر أمر ملكي كريم بتوحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية اعتباراً من اليوم الحادي والعشرين من نفس الشهر والعام وكما يعلم الجميع فقد بدأت مرحلة التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بالجوانب الدينية والإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث أسس العديد من المؤسسات الإدارية مثل المجال الإدارية ومجلس الشورى وإدارة القطاعات ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية وعدد من الوزارات منها الخارجية والمالية والمواصلات والدفاع والصحة والداخلية ومؤسسة النقد، كما اعتنى -رحمه الله- بتطوير الخدمات المقدمة للحجاج. وحين نستعرض تلك السنوات من عمر مملكتنا الغالية -منذ توحيدها- ننظر باعتزاز لتلك الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الإنجازات في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر العهود الزاهية المتوالية لأبناء الملك عبدالعزيز البررة حيث سار أبناء الملك عبدالعزيز على منهجه المبارك فاستمرت مسيرة البناء والنماء في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعا، وفي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله حققت المملكة إنجازات عملاقة شملت مختلف مناحي الحياة. وستبقى هذه المناسبة خالدة في ذاكرة كل مواطن مخلص فلنتعاهد في هذه المناسبة جميعا على تواصل هذه المسيرة الخيرة لتعزيز الثوابت التي قام عليها كيان مملكتنا الحبيبة والتي تقف اليوم شامخة بين دول العالم حيث جمعت مقومات الدولة العصرية ودولة العلم والإيمان التي تحكم بالكتاب والسنة والتي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين. فبعد مرور 81 عاما على توحيد المملكة نسأل الله أن يديم على بلادنا ما تنعم به من أمن ورخاء واستقرار وأن يحفظ لنا قيادتنا الحكيمة تحت ظل ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والأسرة الكريمة وحكومتنا الرشيدة، كما نسأله تعالى أن يحمي بلادنا من كل مكروه وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم وأن يجمع كلمة الجميع على الحق إنه جواد كريم. وإلى الأمام يا وطن العز والكرامة.