تُطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة، وهذا العام هو الذكرى أل (88)، التي تُعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي المهم، فاليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى العام 1351 ه الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر العام 1932م، صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد باسم المملكة العربية السعودية، اعتباراً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى العام 1351 ه الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان)، ذلك اليوم الذي يُعيد لنا ذكرى توحيد المملكة تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على يد المؤسس الأول المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، الذي وضع اللبنات الأولى لهذه البلاد الطيبة، وواصل أبناؤه الملوك من بعده استكمال البنيان وحملوا مسيرة التطور. إن اليوم الوطني للمملكة يُعد مناسبة غالية، ونقلة رسخ ثوابتها الملك عبدالعزيز، حتى أصبحت نموذجاً فريداً لمعاني الوحدة ورمزاً للانتماء يعكس ثوابت وقيم دينية عظيمة لمسيرة المؤسس والتي سار على نهجها أبناؤه الملوك، فهي مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها المواطن، كما وأن ما تشهده المملكة من إنجازات حضارية وتنموية على كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، ونمو دور المرأة في تنمية المجتمع وتقلدها لبعض الوظائف القيادية، وإنشاء جمعيات حقوق الإنسان تحقق للمملكة التطور الحضاري، والاقتصادي، وتعزيز القدرات الإنتاجية، وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية مما فتح فرص عمل جديدة لأبنائنا وبناتنا، سيساهم بإذن الله في رفاهية المواطن. ولم تقتصر جهود الدولة على البناء الداخلي بل سعت إلى توثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فكانت سياسة المملكة الخارجية مبنية على وضوح الهدف والثبات على المبدأ ومناصرة الحق انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت عليه أركان هذه الدولة وهو القاعدة التي انطلقت منها نهضتها وأمنها ورخاؤها، حيث تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة دول العالم من حيث ما تقدمه من مساعدات، فهي تأتي في مقدمة الدول التي سارعت لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية التي أصابت بعض الدول العربية والإسلامية، من خلال الدور الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يُعد شاهداً على ذلك. لقد تنامى الدور الذي تقوم به القطاعات الصحية بوزارة الحرس الوطني منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، وكان لزاماً علينا في ضوء ما اشتملت عليه رؤية المملكة 2030 أن نخطط للوفاء بما تتطلبه مسيرة العمل من تطوير مستمر يواكب التطلّعات والآمال لتحقيق تلك الرؤية، ويكون قادراً على مواجهة التحدّيات؛ من أجل العمل وفق معايير عالية من الشفافية والمساءلة، معتمدين في ذلك على ثقافة الأداء في جميع أعمالنا، ومستفيدين من أفضل الممارسات العالمية لتحقيق أعلى مستويات الشفافية في جميع القطاعات مع توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية بما سيحدّ من التأخير في تنفيذ الأعمال، وسنعمل على تدعيم قنوات التواصل بين قطاعات الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وبين المواطن لتيسير سبل التفاعل بوسائل ذكيّة، وسنستمع إلى آراء الجميع لتلبية احتياجات كل مواطن ونعزز من جودة الخدمات التي نقدمها. إن من حق المواطن أن يفخر في اليوم الوطني للمملكة بقائده وإنجازاته، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على أننا ما زلنا وسنظل أوفياء ومخلصين لملكينا ووطننا، حريصون على رعاية المواطنين، وبذل الجهد من أجل النمو والتطور والازدهار في كافة قطاعات المملكة بفضل الله، وفي ظل العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الذي يسعى جاهداً لتحقيق الأمن والاستقرار ليعُم الرخاء والرفاه في كافة أرجاء الوطن الغالي علينا جميعاً. وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على أننا حافظون للعهد، وأن نبذل مزيد العطاء، ونرسخ الانتماء الضارب جذوره عبر التاريخ، وإننا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- لرعايتهما وعنايتهما واهتمامهما بالمواطنين، وما يوجهون به لتذليل كافة الصعاب التي تساعد على رفاهية المواطن، ولصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف، وزير الحرس الوطني، على ما تلقاه جميع قطاعات وزارة الحرس الوطني وخاصة قطاع الشؤون الصحية، من دعم كامل. والله نسأل أن يحفظ بلادنا ومليكنا ووطننا من كل سوء، وأن يمد الله في عمر مليكنا خادم الحرمين الشريفين ذخراً للوطن وحامياً لمقدراته، أدام الله عليه الصحة. * مدير عام الشؤون الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني Your browser does not support the video tag.