في مثل هذا اليوم من عام 1351ه الموافق للعام 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها وقائدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -وصدر مرسوم ملكي بتاريخ 17/5/1351ه قضى بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة، وفي اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام تستعيد الأذهان مسيرة تأسيس المملكة. إن اليوم الوطني للمملكة يُعد مناسبة وطنية غالية، ومحطة هامة رّسخَ ثوابتها الملك عبدالعزيز، حتى أصبحت المملكة نموذجاً فريداً لمعاني الوحدة والتمسك براية التوحيد، إنه رمز للانتماء يعكس ثوابت وقيم دينية عظيمة لمسيرة المؤسس والتي سار على نهجها أبناؤه الملوك من بعده. ومُنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله - لمقاليد الحُكم في شهر جمادى الآخرة من عام 1426ه شهدت المملكة إنجازات حضارية وتنموية على كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية، ونمو لدور المرأة في تنمية المجتمع وتقلدها لبعض الوظائف القيادية، كما أُنشئت جمعيات حقوق الإنسان، وتحقق للمملكة التطور الحضاري، والاقتصادي، وتعزيز القدرات الإنتاجية، وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية مما فتح أفق أرحب وفرص عمل جديدة لشبابنا، وتعددت الانجازات التي شهدها عهد الملك عبدالله -حفظه الله- في قطاعات مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية، والنهضة الزراعية، والمشاريع العملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المُقدسة بصورة غير مسبوقة، ولم تغفل حكومتنا الرشيدة قطاع الشباب والمثقفين من هذا الاهتمام، وكذلك قطاع التعليم العام الذي شهد مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام، والتعليم العالي من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وإنشاء العديد من الجامعات في كافة مناطق مملكتنا الحبيبة، حيث وصل عدد الجامعات إلى أكثر من اثنتين وثلاثين جامعة حكومية وأهلية بعد أن كانت سبع جامعات فقط حتى وقت قريب، ويحظى القطاع الصحي بأهمية كبرى، وذلك بتشييد المدن الطبية وإنشاء عدد من المستشفيات ذات القدرة الاستيعابية الكبيرة في مختلف مناطق المملكة، لتساهم بإذن الله في توفير الرعاية الصحية للمواطن. آن للشعب أن يفخر بقائده ومنجزاته، فالمملكة في عهده تشق طريقها بثبات نحو مستقبل مشرق. وبهذه المناسبة فإننا من منطلق الوفاء لمليكنا الغالي ولوطننا المعطاء نجدد العهد لمؤسس نهضة مملكتنا الحديثة، ونؤكد على أننا ما زلنا وسنظل أوفياء للعهد، سائرين على الدرب، مخلصين لملكينا ووطننا، حريصين على رعاية المواطنين، عاقدين العزم على بذل الجهد من أجل النمو والتطور والازدهار في كافة قطاعات المملكة بفضل الله، وفي ظل العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الذي يسعى جاهداً لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد ليعُم الرخاء والرفاه كافة أرجاء الوطن. ولا يسعنا في هذا المحفل الغالي على قلوبنا جميعاً إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظهما الله - على عنايتهما واهتمامهما بالمواطنين والسهر على راحتهم، وتذليل كافة الصعاب التي تساعد على رغد العيش، ولصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، على ما يلقاه قطاع الشؤون الصحية للحرس الوطني من دعم كامل وحرصه – حفظه الله – على أن يكون منشأة رائدة في مجال الرعاية الصحية. والله نسأل الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي، وأن يمد الله في عمر راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، وأن يشد أزره بولي عهده الأمين حفظهما الله. * مدير عام الشؤون الطبية بالشؤون الصحية للحرس الوطني