أوصى سفراء وخبراء ومختصون في المجالات الدبلوماسية والأمنية في السودان بضرورة أن تلعب بلادهم دورا كبيرا في المرحلة القادمة في منطقة القرن الأفريقي، مطالبين بدعم مصالحة أثيوبيا وإرتيريا التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- في مدينة جدة. وأشاد الخبراء في ندوة بالخرطوم جاءت بعنوان (السودان والتطورات في القرن الأفريقي على ضوء التقارب الأثيوبي الإرتيري) بنجاح مبادرة السودان في لم شمل فرقاء دولة جنوب السودان بالخرطوم، ودعوا على أن تكون أولى زيارات رئيس الوزراء معتز موسى الخارجية إلى دولة إرتيريا. ووصف الخبير في الشان الدبلوماسي والدولي السفير علي يوسف المصالحة بين إثيوبيا وإرتيريا بعد مقاطعة 20 عاما بالإنجاز التاريخي، ونادى بأن يكون السودان جزءا من الحراك السياسي الإيجابي بالمنطقة وعودة علاقاته مع إرتيريا بصورة عاجلة. وأشار إلى أن الرئيس اسياس افورقي كانت له مواقف إيجابية مع السودان في اتفاقية الشرق. وطالب أن ياخد السودان موقفا واضحا من التحالفات الدولية الأخيرة بعد أن قاطع إيران وانضم إلى المملكة في عاصفة الحزم. وفي السياق ذاته دعا سفير السودان السابق لدى إرتيريا ماجد يوسف بضرورة التكامل بين السودان وإثيوبيا وإرتيريا بتوفر الإرادة، مبينا أنه كان شاهدا على لقاءات جمعت الرؤساء البشير وزيناوي واسياسي تتحدث عن عملة موحدة للإقليم. وقال إن منطقة القرن الإفريقي صارت بؤرة استقطاب استخباري لدول لا تريد لها الاستقرار. واتهم وسائل الإعلام بتقديم صورة سلبية وتشويه لعلاقة الخرطوم واسمرا، نافيا وجود أي معسكرات للمعارضة السودانية أو حشود للمصريين باسمرا. ومن جانبه نوه الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء عادل قيلي إلى وجود قوى عسكرية كثيفة في البحر الأحمر مجرى الملاحة والنفط وشريان الحياة ومحاولة نفوذ من عدة دول منها أميركا وأوروبا وإيران وروسيا وتركيا والصين واليابان وغيرها في ظل فوضى وهشاشة أمنية في دول القرن الأفريقي وقلق من الغرب من زيادة في الهجرة غير الشرعية من إثيوبيا وإرتيريا والصومال وغيرها عبر السودان وليبيا. وأشار إلى أهمية مشاركة السودان في استقرار أمن المنطقة ومراعاة المصالح وضرورة فتح الحدود مع إرتيريا، موضحا أن الرئيس اسياسي افورقي تاريخيا عانى من عزلة وكان متقلبا واستضاف معسكرات للمعارضة والحركات المسلحة السودانية في اسمرا. ومن جهته حذر الأكاديمي والخبير في منطقة القرن الأفريقي الدكتور عبدالوهاب الطيب من شبكة عنبكوت تنسجها دول لا تريد استقرار المنطقة وتسعى لتخريب السلام بين إثيوبيا وإرتيريا وتعمل ضد السودان وطالب بتوحيد الجبهة السودانية الداخلية ومزيد من جهد وزارة الخارجية لعدم الدخول في توازنات حرجة وأن ينشط السودان في تقوية التجمع الاقتصادي لدول القرن الأفريقي الذي تم إعلانه بقاعة الصداقة بالخرطوم وكان التخوف من أن تقف في طريقه دول مثل إسرائيل وإرتيريا. وأشار إلى أن هذا التجمع سيوفر لدول القرن دعما كبيرا ومتساويا من دول الخليج التي تهمها المنطقة وأمنها، مشيرا إلى أن مجمل الزيارات الخليجية لدول القرن الكبير بلغت 30 زيارة كان ملخصها في اتفاق جدة الأخير بين أديس أبابا واسمرا، منوها إلى أن اتفاق السلام يمكن أن يخرق حال غياب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي اتجه في سياساته شرقا في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أن ابي قد يجد معارضة حال توقف بناء سد النهضة. وقال د. إبراهيم دقش الخبير في شؤون القرن والإعلامي إن السودان ظلت علاقاته مع إثيوبيا في ظل حكم مليس زيناوي الذي عاش في السودان متطورة وبمثابة شهر عسل وتراجعت قليلا في عهد ديسالين وأبي احمد. وقال إن رئيس الوزراء السوداني معتز موسى يجب أن يساهم في عودة العلاقات بين السودان وإرتيريا وابتدار أولى جولاته الخارجية بزيارة اسمرا. Your browser does not support the video tag.