يوم تاريخي شهدته المملكة بحضور دولي كبير، وتغطية إعلامية واسعة، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين -حفظهما الله-، وانتهت بطي أطول صفحة نزاع في القارة الأفريقية. حيث نجحت جهود المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في إنهاء حرب ال 20 عاما بين دولتي إريتريا وأثيوبيا، عبر مساعٍ سياسة، ومباحثات استمرت لعدة أشهر، حيث حظيت تلك الجهود بإعجاب ومباركة دولية، ليؤكد مكانة ودور المملكة في إرساء السلام على المستوى الدولي. وتعمل المملكة منذ أن تأسست على دعم كل الجهود والتحركات التي تستهدف حل النزاعات وتحقيق السلام والأمن، والاستقرار، بما يَصْب في مصلحة شعوب المنطقة، وتعزيز منظومة الأمن الإقليمي والدولي. تأكيد لدور المملكة العالمي ويؤكد المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. وحيد حمزة هاشم، أن المملكة تركز اهتماماتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار في الدول الإسلامية والحليفة وتنميتها، وإرساء دعائم السلام فيها، إضافة إلى الروابط الاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أن أهمية الدولتين على أمن البحر الأحمر، وعلى المستوى الإسلامي، والروابط الأخوية التي تربط المملكة مع هذه الدولة الإسلامية. وأكد أن المملكة عملت على إيجاد الأمن والاستقرار في إريتريا وأثيوبيا المطلة على البحر الأحمر، وإنهاء الحرب التي استمرت قرابة ال 20 عاماً، والتي قضت على موارد الدولتين وثروتهما، مضيفاً أن المملكة تؤمن بسياسة دبلوماسية المساعي الحثيثة للتوفيق بين المتصارعين في المنطقة دائما، مشيراً إلى أنه وكلما توفر الأمن والاستقرار على الدول الإسلامية سيعود بالمنافع المتبادلة بين تلك الدول. المملكة.. مساعٍ دبلوماسية حثيثة للتوفيق بين الدول المتصارعة دعماً للاستقرار وشدد د. هاشم على دور المملكة على المستوى الإسلامي، مؤكداً على دورها في الحفاظ على استقرار الدول الإسلامية ورفاهية وتنمية شعوبها، ودعمها في جميع المجالات التي تعمل تنمية تلك الدول وإنهاء الصراعات فيها بشكل نهائي. إشادة دولية باتفاقية جدة ولم يخفِ الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس، إعجابه بجهود المملكة بعد حضوره توقيع اتفاقية السلام بين إريتريا وأثيوبيا في جدة، ووصف ذلك بالحدث التاريخي. وقال: "نحن رأينا نزاعاً استمر لعقود، والآن انتهى، وبطبيعة الحال هذا شيء جيد في عالم نرى فيه الكثير من النزاعات التي تبقى للأبد، وتطول جداً، وأود أن أشيد بالدور الذي لعبته حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتيسير هذا الاتفاق، وجلب الدولتين، والطرفين لتوقيع هذا الاتفاق". وجاءت الاتفاقية التي وقعت أول من أمس الأحد، برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحضور ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حيث وقع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد علي، اتفاقية جدة للسلام بين البلدين، ليطوي البلدان صفحة أطول نزاع في القارة الأفريقية. يذكر أن الدولتين أعادت الأسبوع الماضي فتح الحدود البرية للمرة الأولى منذ 20 عاما، مما يمهد الطريق للتجارة بينهما، بعد أن دخل البلدان في عداء طويل تخلله حروب حدودية، كانت إحداها في مايو 1998، وعرفت باسم "حرب بادمي" إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم ثلاث مناطق بادمي وتسورنا ويوري. Your browser does not support the video tag.