في زمن غابت فيه المصداقية وسيطرت المادة على جوانب الحياة حتى فيما يتعلق بصحة الإنسان وحياة المريض، ظهرت العديد من المشكلات، وتداخلت الخرفات بالحقائق وتشتت الآراء. وسأذكر لكم جانبًا من ذلك وأرصد جزءا من معاناة المرضى وحيرتهم، ابتداءً بمرض الزكام وانتهاءً بمرض السرطان. فمن تسويق الوهم ومن مداخل بعض مدعي العلاج لجميع الأمراض بلا استثناء تأتي وصفاتهم تأتيك الإثباتات والترويج بمختلف أنواع الاحتيال فتصلك الإرشادات والتعليمات التي تهدف إلى إقناع المرضى والحصول على المال وترويج البضاعة بكل الطرق ومن ما يصل إليك من طرق الترويج: * هذا العلاج إن لم ينفعك لن يضرك. * بقدر إيمانك ويقينك وقناعتك سينفعك العلاج. * أنا مجرد بشر قد أصيب وقد أخطئ ولا أضمن لك الشفاء. * كلما بادرت بالعلاج كانت النتائج أفضل. وباسم الطب النبوي يخترعون خلطات ويعملون تجارب على مرضى متعبين متخذين منهم حقول تجارب تحتمل الصواب أو الخطأ وحتى الكارثة باسم الطب الوهمي المخترع من ذواتهم الباحثة عن المال وعينهم على استنزاف جيوب الآخرين وعليك أنت أن تستجيب وأن تدفع مبلغ وقدره... وأن تلتزم بخطته المبتكرة، أو يتهمك بالإهمال والتقصير أو ربما بالبخل، ولا مانع عنده أن تستدين أو تشحذ لتنقذ حياتك أو حياة مريضك. لذا نود أن نحذر المرضى من بعض مدعي الطب الشعبي، على وجه التحديد مرضى التصلب العصبي المتعدد؛ لتعدد أشكاله وأنواعه، وقلة وعي المجتمع به، وذلك لاعتبارات منها: o عدم وجود إثبات على فائدة العلاج لكل مريض إنما الموضوع يعتمد على الحظ. o هناك أنواع من المرض تأتيه فترات تحسن تلقائي، وهناك من يستغل هذا التفاوت في تسويق الوهم. إضافة إلى أن المعالج غير مؤهل علميًّا. وبعض المعالجين يطلب مبلغا كبيرا على مواد لا تستحق، ولا يوجد إثبات على موافقة التسعيرة للتكلفة الحقيقية. والمصيبة أنه يلزم المريض وأهله الدفع مقدمًا وليس كل جلسة على حده، ويستغل لهفة المريض وأهله للشفاء فيكون الدفع نقدًا ولا يوجد لديه رقم حساب في البنك، فرقم الحساب يتطلب منه تقديم إثباتات ويعرضه للمساءلة. وأخيرا.. ما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وإذا أراد الله شيئا هيأ له أسبابه، فيا قاضيَ الحاجات ويا مجيب الدعوات ويا مسبب الأسباب اهدنا إلى أسباب الشفاء وانفعنا بها، واكشف عنا الضر عاجلًا غير آجل وكل مستضر بقدرتك يا قدير. Your browser does not support the video tag.