يشهد العالم توجهاً ملحوظاً وخطى حثيثة نحو العلاج بالطب البديل فلم يعد هذا النوع من العلاج أسلوب البسطاء أو عودة إلى الوراء بقدر ما يحسب أنه تقدم متسارع نحو أساليب علاج مختلفة وغير تقليدية، كما أن الأمل بعد الله في الشفاء لم يعد مقصوراً فقط على العلاج بالطب الحديث والعقاقير الكيميائية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء".. إن للطب البديل فروعاً كثيرة للشفاء من الأمراض الفيزيائية أو النفسية.. منها على سبيل المثال العلاج بالطاقة (الريكي)، الشياتسو، العلاج بالأعشاب، الوخز بالإبر الصينية، الماكروبيوتك، تقنية الحرية النفسية، العلاج بخط الزمن، الجرافوثيربي... لن أسرد كافة فروع الطب البديل أو أتطرق لشرحها فليس هذا موضوعي كما لا أوصي بهذه الفروع أو أحدها فلست أنا من أُقيم ذلك، فقط ما أود الإشارة إليه أن بعض هذه الفروع من الطب البديل لها تاريخ عريق وقامت عليها حضارات شعوب تجاوزت آلاف السنين. يُعتبر الطب البديل (غالباً) علاجاً تكميلياً لا يتعارض مع العلاج بالطب الحديث، بل ُيعد داعماً في أساليب العلاج والشفاء بإذن الله فلا نستغرب لو ذهبنا إلى دولة معروفة بالتقدم الطبي كألمانيا أو فرنسا وشاهدنا عدة مراكز للعلاج بتلك الأساليب المعنية لقد برز بعضٌ من أبناء هذا الوطن في دراسة فروع الطب البديل والحصول على شهادات مهنية متقدمة والاهتمام به ومن ثمُ تحقيق نجاحات مشهودة في علاج بعض الحالات المرضية بعد توفيق الله ، ولكن للأسف لا نجد لهم عيادة أو مركز، فبعضهم يمارس العلاج في بيته والبعض الأخر في مكتبه الخاص بحجة عدم الحصول على تصريح لممارسة العلاج، إن التضييق أو المنع في منح التصاريح لمن هم مؤهلين قد أفرز تأثيراً سلبياً على أكثر من صعيد؛ فأختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين فنجد مُدعين العلاج بلا علم أو تأهيل أصبحوا معالجين والمريض المسكين يبحث عن الشفاء بأي طريقة وثمن فيذهب إلى هذا وذاك وليس بمقدوره أن يُقيم المعالج من حيث الشهادات والتأهيل أو ليتأكد هل الطريقة أو المنهج المتبع في العلاج هو فعلاً من فروع الطب البديل ومدى جدواها فيكون فريسة سهله ثمنها خسارة في الصحة والمال والوقت، كلنا نرى طوابير المرضى أمام بعض محلات العطارة للحصول على العلاج فهذه خلطة لعلاج للعقم وتلك للقولون وأخرى للسكري وقد تكون مركبات سمية تضر ولا تنفع... نطمح أن يقوم المعنيين في وزارة الصحة بالتواصل مع المهتمين أو الممارسين بالطب البديل لتتبناهم الوزراة وتتعرف على ما لديهم من خبرات وشهادات والوقوف على الحالات التي تمت معالجتها ومن ثم تقييم تلك الخبرات ووضع استيراتيجية معينة للاستفادة منهم وتسهيل الحصول على تصاريح لممارسة المهنة إذا ثبت جدوى ما يقدمونه من علاج، وذلك بعد عرض هذه العلوم على هيئة شرعية للتأكد من خلوها من أي معتقدات أو ممارسات تخالف ديننا الحنيف، نتأمل أن يكون لدينا مراكز علاجية بمدارس مختلفة مصرحة، وعدم حصر العلاج في خندق واحد وهو العلاج الدوائي التقليدي، إن أقل فائدة سيحصل عليها المريض من تعدد المراكز واختلاف طرق العلاج (المثبتة عالمياً) منحه المزيد من الأمل بالشفاء، وهذا وحده يعد مكسباً، ارتفاع معنويات المريض تزيد من فرص الاستفادة من العلاج الدوائي لا يختلف عليه طبيبان.. وكما قال الشاعر: أعلِّلُ النفسَ بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل إن كل هذه العلوم والمعارف في فروع الطب سواء التقليدي أو البديل هي من الأخذ بالأسباب ولا تغني عن التمسك بالرقية الشرعية وتعلُمها وتَعليمها لأبنائنا والتواصي بيننا في تطبيقها عن أي عارض صحي لأنها النهج الذي أُمرنا به حال المرض قال تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمه للمؤمنين).