منذ عقود طويلة والمملكة تقوم بخدمة الحرمين الشريفين خير قيام، يشهد لها بذلك القاصي قبل الداني، ورغم شرف المهمة وعظم شأنها وقدسيتها إلا أن المملكة وبكل اقتدار قامت وتقوم وسوف تقوم بحول الله وقوته بأدائها خير أداء، فخدمة ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين شرف لا يضاهيه شرف، ونحن في بلادنا نتشرف أيما شرف بالقيام بأقدس المهام، ودولتنا - أعزها الله - بذلت وتبذل كل غالٍ ونفيس من أجل التيسير على ضيوف الرحمن، وما التوسعات المتعاقبة منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - إلا شاهد من شواهد متعددة اتخذتها بلادنا نهجاً مستمراً لخدمة الحرمين الشريفين. وعندما تأتي حكومة قطر لتدعي أن المملكة تمنع الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج فذاك هو الافتراء بعينه، فالمملكة تعي تمام الوعي جسامة المهمة وقدسية الزمان والمكان، وتتحمل في سبيل ذلك الكثير دون منّة على أحد، بل تقوم بهذه المهمة المقدسة ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل، حيث يقول في كتابه العزيز: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْراهِيمَ مَكَانَ 0لْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَ0لْقَائِمِينَ وَ0لرُّكَّعِ 0لسُّجُودِ"، ولكنه الفُجر في الخصومة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا عاهد أخلف وإذا خاصم فجر)، وللأسف هذا هو ديدن النظام القطري الذي لم يسلم منه حتى أبناء وطنه، فهم يضعون العراقيل تلو العراقيل ليمنعوهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام متذرعين بأسباب أقل ما يقال عنها إنها واهية، محاولين محاولات يائسة بائسة أن ينسبوا المنع للمملكة الذي هو محض افتراء، فكل حجاج بيت الله الحرام مرحب بهم كما الزوار والمعتمرون، وقلوبنا قبل أبوابنا مشرعة لاستقبالهم وإكرام نزلهم، فهذا هو ديدننا الذي نشأنا عليه، وتلك هي طريقهم التي اختاروها لأنفسهم. Your browser does not support the video tag.