قال تعالى «وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق». إن جهود المملكة في خدمة الحجاج لا ينكرها إلا حاقد، ولقد جعلت فريضة الحج دعامة من الدعائم التي بنى عليها الإسلام، فالنفس تذهب لزيارة بيت الله الحرام للتخلص من شوائب الإشراك وتطهيرها من مآثم الحياة. ولعلنا نشاهد يوم عرفة حيث تغطى الأرض ببني الإنسان من آلاف البشر من لباس مجرد ورؤوس مكشوفة ووجوه مختلفة من شتى الأجناس واختلاط الأمم يجمعهم على اختلاف ألسنتهم على كلمة التوحيد وهم يهتفون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، ومن هنا يتجلى دور المملكة العربية السعودية في تهيئة المناخ المناسب لاستقبال الحجاج. لقد جعل الله من المملكة العربية السعودية مهبطا للوحي ومنبعا للرسالات وقبلة للمسلمين يأتون إليها من شتى بقاع الأرض، وعلى مدار سنوات وعقود لم تتوان المملكة يوماً من الأيام في تسخير كل إمكاناتها البشرية والمادية من أجل خدمة حجاج بيت الله الذين يفدون إليها من كل فج عميق، ولم تقف ولو لبرهة صغيرة مشاريع التطوير والتوسعات التي نلمسها بالحرم المكي رغبة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تسهيل الحج ومناسكه على الحجاج، مما يضمن سهولة أداء مناسك الحج في جو إيماني روحاني. إن من يقصد المملكة سيلاحظ بالتأكيد التطور في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، وفي كل عام يكتشف المسلمون وهم يؤدون شعائر فريضتهم هذه الجهود المبذولة التي تقوم بها المملكة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وتعتبر المملكة في سباق مع الزمن، وكذلك في سباق ضد التحديات التي تعترض سبل التطوير في الأماكن المقدسة، وتسعى المملكة في تذليل تلك الصعوبات وتهيئتها، وهي في هذا الصدد قد قامت بتنفيذ مشروعات عملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين أضعافاً خدمة للإسلام والمسلمين. ليس بغريب على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ما رأيناه، فدائماً وأبداً تتغلب عليه إنسانيته، ولعل هذا التصرف ينم عن شخصية قيادية تحمل من الحب والعدل والصدق ما يكفي بعيداً عن الحياة السياسية وما يشوبها، فلقد وجه خادم الحرمين تعليماته باستقبال الحجاج القطريين، ولم يكتف بهذا بل أمر بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة للمجيء بكافة الحجاج القطريين. إن هذا الكرم الملكي المعهود لا يدل إلا على عمق العلاقة بين المملكة والشعب القطري، وينفي بما لا يجعل مجالاً للشك ادعاء السلطة الحاكمة في قطر أن المملكة تمنع أو تعطل ذهاب الحجاج القطريين إلى المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام، فها هو خادم الحرمين الشريفين يسدل الستار على ادعاءات واهية من وسائل إعلام تابعة للسلطة الحاكمة القطرية، ويعلنها للجميع وعلى الملأ استضافة كافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة. حفظ الله المملكة وشعبها.