أكد الباحث السياسي في الشأن الإيراني د. محمد محسن أبو النور، أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب من انسحاب الولاياتالمتحدة الأميركية من الاتفاق النووي راعى مصالح الحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة، وكذلك إيران استغلت هذا الاتفاق النووي للتمدد الاستراتيجي في الإقليم، وعندما كانت تتفاوض مع أميركا تمددت في اليمن، وتمكنت من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة للجماعات والميليشيا الإرهابية الحوثية لإحداث بلبلة وزعزعة استقرار المنطقة، كما أنه لا توجد أي دولة من دول الإقليم العربي كانت شريكة في محادثات الاتفاق النووي، بالرغم من أن القوى الغربية والأجنبية موجودة وهو أمر معيب لهذا الاتفاق، وخروج ترمب من الاتفاق النووي خروج منطقي انتصر للمنطق وحماية المصالح الأميركية. وأضاف، زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته وعدد من المسؤولين مؤخراً إلى النمسا وسويسرا ودول أوروبية وعقد مباحثات من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، والحقيقة أن هذا الاتفاق في حالة الموت الإكلينيكي وهو اتفاق خارج نطاق التنفيذ ولا يمكن إنقاذه من أي طرف، ولن تستطيع أوروبا حماية مصالح إيران بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي، وبالتالي خروج أميركا من الاتفاق يعني موت الاتفاق، فالاتفاق أميركي إيراني والمباحثات كانت بينهما بمعزل عن المجتمع الدولي، ولذلك الاتفاق حالياً خارج نطاق التنفيذ ولا يمكن إنقاذه أبداً إلا بتراجع إيران عن موقفها الداعم للإرهاب وتحقيق الشروط الأميركية المتعلقة بحفظ الأمن والسلم، وزاد أبو النور، السفارات الإيرانية في الدول الأوروبية نشطة جداً، وكذلك الحرس الثوري الإيراني نشط للغاية في عدة عواصم أوروبية على رأسها برلين وأمستردام وبروكسل، فضلاً عن فيينا ولندن وباريس بحكم أن هذه الدولة تتمركز فيها قوى المعارضة الإيرانية، وكذلك مجموعات من المناطق الأحوازية والجماعات المناهضة للسلطة الإيرانية. مبيناً أن هذا التواجد الإيراني داعم لأوكار التجسس والاغتيالات والإرهاب وتأجير العملاء، والجميع يعرف أن إيران لها نشاط واسع في تجنيد العملاء لتحقيق الاغتيالات، وعلى سبيل المثال اضطلاع إيران بمصرع القائد الأحوازي أحمد مولى في هولندا، وكذلك المخابرات الألمانية ألقت القبض على خلية إرهابية تتبع للحرس الثوري الإيراني في برلين وفي عدة مناطق ألمانية، وكل هذه الأمور تؤكد أن الأوروبيين يعرفون السلوك الخبيث الإيراني المزعزع للاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن أيضاً في القارة الأوروبية، والأوربيون يعتبرون نشاط الحرس الثوري في أوروبا في هذه المرحلة هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه للسفارات الإيرانية، مع العلم أن أغلب الطواقم الدبلوماسية الإيرانية في أوروبا من أعضاء الباسيج أو الحرس الثوري ولا جود للدبلوماسية لدى إيران في أوروبا، كما أن هذه الأمور كشفت أكثر وضوحاً للأوربيين الوجه القبيح لجواد ظريف، وبدأت تتعامل أوروبا تعاملاً يخدم مصالحها الأمنية والوطنية والقومية اتجاه السلوك الإيراني المزعزع لاستقرار تلك الدول. Your browser does not support the video tag.