أعلنت مصادر عسكرية في النظام السوري أمس فشل الاتفاق بين القوات الروسية ومسلحي المعارضة في مدينة درعا البلد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): إن الاتفاق بين القوات الروسية ومسلحي المعارضة في مدينة درعا البلد فشل، مشيرة إلى أن الوفد الروسي الذي كان في مدينة درعا عاد قبل قليل. ولفتت إلى أن حوالي 100 حافلة كانت موجودة في الملعب البلدي على مدخل مدينة درعا، غادرت المدينة باتجاه العاصمة دمشق، وكشفت المصادر عن أن وفداً روسياً وصل أمس إلى بلدة طفس شمال مدينة درعا للتوصل إلى اتفاق مع مسلحي البلدة، بينما تابعت وحدات من النظام طريقها للسيطرة على الحدود السورية الأردنية، حيث وصلت إلى بلدة زيزون جنوب غرب مدينة درعا وسط انسحاب المسلحين باتجاه ريف درعا الغربي والقنيطرة الجنوبي الشرقي. من ناحية أخرى، خلال عمليات النظام السوري في الجنوب فر أكثر من 320 ألف شخص من ديارهم في أكبر موجة نزوح منذ بداية الحرب في سورية، وجرى نقل بعض المصابين السوريين لتلقي العلاج بمستشفى تقع على الحدود بين سورية والأردن. وهناك نحو 35 سورياً يتلقون العلاج بمستشفى الرمثا في شمالي الأردن، ومن بينهم السورية "منال" التي تستلقي على سرير وتتدلى من يدها قنينة تنقيط المحاليل الوريدية (كانيولا)، وتتقاسم غرفة مع خمسة مرضى آخرين من الأردنيين والسوريين. ووصلت منال إلى الرمثا من مدينة درعا السورية قبل أيام على أمل أن يتم علاجها من التهاب حاد في المرارة، وهي متعبة جداً بشكل يجعل من الصعب عليها الكلام، حيث تومئ برأسها ببطء عندما سئلت كيف تشعر. وتروي ابنة عمها فدوى قطيفات: "حتى المستشفيات الميدانية (في درعا) أصيبت بالقصف". واستغرق الأمر أكثر من أربع ساعات للقيام بالرحلة على الطريق البالغ طوله 12 كيلومتراً من درعا البلد، البلدة القديمة في المدينة. ووافق الأمن عند الحدود على دخولهم، لكن لم يتم السماح لمنال بإحضار طفلها الذي لم يتجاوز عمره الشهر الواحد. وتقول قطيفات: "قال طبيب في درعا: إن بإمكانها الذهاب إلى مستشفى في دمشق، لكن هذا مستحيل، فلا توجد طرق يمكن أن نسلكها لنذهب إلى هناك". تحتاج منال إلى عملية جراحية، لكن الأطباء في مستشفى الرمثا غير قادرين على القيام بها بأنفسهم. وبدلاً من ذلك يعالجون الالتهاب الناجم عن حصوات المرارة، ثم يقررون ما إذا كانوا سيعيدونها إلى سورية أو ينقلونها إلى مستشفى آخر لإجراء العملية. وأضافت: "ستكون مشكلة كبيرة إذا لم تخضع للعملية الجراحية". وأصبحت منال الآن بين فكي الرحى، حيث إنها تحتاج إلى العملية الجراحية في مكان آخر بالأردن، وفي الوقت نفسه لا تستطيع أن تترك طفلها الرضيع في سورية. وفي مستشفى الرمثا بالأردن، تنتظر حقائب المواد الغذائية والحليب والشراشف والأغطية والبطاطين لنقلها إلى الحدود، وتم جلب ذلك من قبل أخصائيين اجتماعيين بقيادة أمجد الذيابات، من منظمة محلية غير حكومية في الرمثا تعرف باسم طيبة. وجاء الذيابات واثنان من المتطوعين لزيارة السوريين في المستشفى، وقاموا بتوزيع الأغذية وقوارير الماء، ويقول: إن العديد من السوريين الذين يأتون إلى هنا يحتاجون إلى بتر أطرافهم، وقد جاء أيضاً بعض النساء الحوامل. ويقول الذيابات: "وبعد الولادة، أو بعد تلقي العلاج، سيتم إعادتهم إلى الأراضي السورية". Your browser does not support the video tag.