دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة» أ ف ب ، رويترز - بدأ الجيش السوري نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب في شمال غرب البلاد، استمراراً لحملته العسكرية والأمنية في ريف إدلب. وقال ناشط حقوقي إن سكان خان شيخون قاموا قبل أيام بإحراق مدرعتين تابعتين للجيش السوري. ويعتقد الناشطون السوريون ان قوى الامن تسعى الى إحكام السيطرة على المدينة وتمشيطها واعتقال شبابها ورجالها، وهو التكتيك الذي تتبعه السلطات السورية للقضاء على اى تحركات احتجاجية. وجاء تقدم الجيش نحو مدينة خان شيخون وسط عملية عسكرية واسعة في مناطق ادلب، إذ دخلت قوات معرة النعمان، فيما تتجهز قوات اخرى لتطويق جبل الزاوية للقضاء على من يصفهم الجيش بجماعات مسلحة تنشر الفوضى والرعب بين السوريين. وفيما أفادت مصادر في منظمات حقوقية سورية، أن عدد المعتقلين من منطقة جسر الشغور في الفترة الأخيرة بلغ نحو 800 معتقل، قال ناشطون إن مدن سورية عدة شهدت ليل امس تظاهرات ليلة كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف، خصوصاً في حماة وريف درعا وريف دمشق ودير الزور. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ل «فرانس برس»، انه «انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنوداً وعناصر من مكافحة الارهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب والقريبة من حماة»، وسط البلاد. وإضاف رئيس المرصد أنه «تم انزال عدد كبير من الجنود، الذين ما لبثوا ان دخلوا المدينة»، مشيراً الى ان «ذلك ياتي في إطار استمرار الحملة الامنية والعسكرية التي بدات في ريف إدلب». ولفت عبد الرحمن الى ان «الجيش طوّق المدينة من ثلاثة محور في الشرق والجنوب والشمال». وذكر «ان عملية نزوح الأهالي بدأت من المدينة باتجاه الغرب نحو سهل الغاب». ويشن الجيش منذ الجمعة عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب على مقربة من الحدود التركية. وقد سيطر يوم الاحد على جسر الشغور التي تضم خمسين الف نسمة، بهدف وقف حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام السوري. ولفت عبد الرحمن الى ان «القوات السورية قامت بقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) الى دمشق، وذلك بدءاً من مدينة سراقب (ريف إدلب)». وذكر ناشط معارض آخر ل»فرانس برس»، أن «أهالي مدينة خان شيخون أحرقوا في الخامس من حزيران (يونيو) مدرعتين تابعتين للجيش السوري». وكان مصدر رسمي سوري أكد في السادس من حزيران مقتل 120 عنصراً في صفوف عناصر الشرطة السورية بيد «تنظيمات مسلحة» في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب. وتوعد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار على أثر ذلك، بأن «تتعامل الدولة مع هذه المجموعات بحزم وقوة». ونفى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية امس الرواية الرسمية. وقال في بيان إن «جثث هذه المقابر تعود إلى جنود سوريين وعناصر تم قتلهم على أيدي عناصر الأمن السوري في مدينة درعا وغيرها من مناطق الاحتجاجات السورية، بعدما رفضوا اوامر اطلاق النار على شعبهم المتظاهر سلمياً». وشدد البيان على سلمية الثورة رغم «محاولات النظام الفاشلة لحرف الثورة السورية عن سلميتها». ودعا الاتحاد الى «قيام لجنة شرعية وطبية حقيقية ومحايدة، يشهد المجتمع الدولي بصدقيتها، للتحقيق في مقابر جسر الشغور ودرعا وغيرها من المقابر... لتحديد التفاصيل المتعلقة بتلك المقابر وغيرها من المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد المواطنين السوريين». إلى ذلك، قال عبد الرحمن إن «عدة مدن سورية شهدت مساء امس (ليل اول من امس) تظاهرات ليلية، أبرزها في حماة، حيث تظاهر عشرات الآلاف». وأشار الى ان «نحو 150 شخصاً تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق». وأضاف ان تظاهرات جرت «في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي إدلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)». وفيما تتفاعل الأحداث على الساحة السورية مع تقدم قوات الامن في عدة مدن شمال البلاد، أعادت السلطات السورية فتح المعبر الحدودي في درعا أمام حركة المرور بعد نحو شهرين على إغلاقه، بسبب الأحداث التي شهدتها المحافظة السورية الجنوبية. وقالت مصادر أمنية سورية إنه سيسمح بحركة المركبات السورية والأردنية بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساء، مضيفة أنه سيسمح للسائقين الأردنيين بالوصول إلى معبر درعا الحدودي فقط، ولن يُسمح لهم بدخول الأراضي السورية لضمان سلامتهم. وكان مسؤول اردني أفاد اول من امس، أن السلطات السورية فتحت «جزئياً» حدودَها باتجاه معبر الرمثا الأردني المغلق اثر العمليات العسكرية في درعا. وقال طاهر العدوان، وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن «سورية فتحت جزئياً حدودها باتجاه الرمثا». من جهة أخرى، قال عبد السلام الذيابات، رئيس غرفة تجارة الرمثا، إن «مئات السيارات تنقلت... بين الرمثا ودرعا عبر المراكز الحدودية»، مشيراً الى ان «سوق الرمثا يغص حالياً بالسيارات السورية». وأضاف: «نحن مرتاحون جداً لعودة الحركة بيننا وبين درعا، التي لها اهمية كبرى بالنسبة لسكان الرمثا، على الأخص من ناحية صلات القرابة والعلاقة التجارية». ووفق ذيابات، فإن «الحركة لم تعد بعد الى طبيعتها، حيث سمح للسائق الاردني بدخول المركز الحدودي السوري فقط وعدم التعمق داخل الاراضي السورية، بينما تستطيع السيارات السورية الحركة بشكل طبيعي والدخول عبر الرمثا للمدن الأردنية الاخرى». وكان الأردن اعلن في 25 نيسان، أن سورية اغلقت حدودها مع الرمثا الاردنية بعد ساعات من اقتحام قوات الامن السورية مدينة درعا مركز الحركة الاحتجاجية. وترتبط مدينة الرمثا (95 كلم شمال عمان) اقتصادياً ارتباطاً وثيقاً بمدينة درعا، التي تبعد عنها قرابة ثلاثة كيلومترات، كما يرتبط سكانها بصلات قرابة مع سكان المدينة السورية.