استغرب العديد من المشاهدين من موقف قناة الجزيرة في تغطيتها الاحتجاجات الإيرانية المشتعلة ضد نظام الملالي، حيث كشفت طريقة تعامل "الجزيرة" مع الاحتجاجات حجم وقوة العلاقات التي تبنيها الدوحة مع التيار المتشدد والحرس الثوري في الداخل الإيراني، فقد غضت الطرف عن كل ما يجري في إيران من تظاهرات وإضرابات، في حين أنها تسلط كاميراتها وتقاريرها الفتنوية على أي حدث في الدول العربية لتحريض الشعوب. وقال تقرير جديد لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات: لقد تحولت شبكة الجزيرة إلى أداة إعلامية إيرانية بعد أن كانت أداة قطرية إخوانية، لتصطف إلى جانب قناة العالم والميادين والمنار وغيرها من القنوات التي تهدف إلى إثارة الفتن وإشعال الاضطرابات ونشر الفوضى في الدول العربية، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حين أصبحت تروج لأفكار المشروع الإيراني وتستهدف أمن واستقرار الدول العربية بدعمها علانية للجماعات الإرهابية وتقويضها للجهود العربية في إعادة الأمن والاستقرار في العراق واليمن وسورية وغيرها. وأشار التقرير إلى أن تجاهل قناة الجزيرة وباقي وسائل إعلام النظام القطري لما يجري في إيران من تظاهرات قوبلت بعنف وقمع من قبل القوات الأمنية، يفضح حقيقة هذه القناة والعاملين فيها، ويضع النظام القطري في حرج شديد أمام الشعوب الإيرانية المضطهدة وباقي الشعوب العربية والإسلامية، ويكشف مدى التآمر مع إيران وحجم العداء الذي يكنه تنظيم الحمدين تجاه الدول العربية وأنظمتها. وأضاف أن ذلك يدل على أن ليس قناة الجزيرة وحدها التي أصبحت مرهونة بيد نظام الملالي بل أيضاً تنظيم الحمدين وكافة مؤسساته وخاصة الإعلامية، مردفاً أن قناة الجزيرة التي أصبحت منبوذة وتم طرد فريقها وإغلاق مكاتبها في العديد من الدول العربية، تفتح لها إيران أبوابها على مصراعيها، لتوظفها وتستغل عربيتها في بث سموم الفتن ونشر الفوضى، بل وأيضاً للترويج لأفكار الولي الفقيه وثورة الخميني التي دمرت إيران وتسعى إلى تدمير باقي دول المنطقة، في مسعى للسيطرة على شعوب دول المنطقة وإخضاعها بالقوة لهيمنة نظام الملالي كما فعل مع الشعوب الإيرانية، ثم تعيين ولاة لها في تلك الأقطار على غرار حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والأسد في سورية وعلى ما يبدو الحمدين في الخليج العربي. واستطرد التقرير: لقد أنشأ حمد بن خليفة قناة الجزيرة لتكون أداة ضغط على الدول المجاورة، وتم ذلك بدعم من إسرائيل التي يعتبرها النظام القطري بوابة لأميركا، ونجحت هذه القناة في إشعال الفوضى في أكثر من بلد عربي، وتسببت في قتل مئات الآلاف وتشريد وتهجير الملايين، وهو ما رآه النظام الإيراني يصب في مصلحة مشروعه التوسعي، فقام بوضع خطط وبرامج تهدف إلى اختراق النظام القطري ومؤسساته الإعلامية للوصول إلى قناة الجزيرة وتوظيفها في خدمة مشروع تصدير ثروته. وتابع: بمتابعة وسائل الإعلام الإيرانية وخاصة التابعة للتيار المتشدد والحرس الثوري، ومقارنته بما تنشره شبكة الجزيرة القطرية، وخاصة في الآونة الأخيرة، نستكشف حجم التعاون والتنسيق الإعلامي بين إيران وقطر، لدرجة أن كل ما ينشر في أحد الأطراف يقوم الآخر بترجمته ونشره مرة أخرى والترويج إليه، ويمارس الطرفان حرباً إعلامية شرسة ضد الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب والرافضة لسياسات "الحمدين" وإيران الداعمة للإرهاب والتطرف وأدوات زعزعة أمن واستقرار المنطقة. واختتم مركز المزماة للدراسات والبحوث تقريره أن افتضاح حقيقة شبكة الجزيرة قد بدأ منذ انطلاق الأحداث العربية العام 2011، وقد تقلص عدد متابعيها إلى أدنى المستويات بعد المقاطعة العربية للنظام القطري بسبب إصراره على دعم الإرهاب والتطرف، وأصبحت "الجزيرة" منبوذة حتى لدى الشعب القطري، وهناك أصوات تتصاعد على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بضرورة إغلاق قناة الجزيرة ومحاكمة القائمين عليها بتهم دعم الإرهاب ونشر الفوضى والاقتتال في الدول العربية. Your browser does not support the video tag.