من أهم الأهداف التي يسعى إليها بوتين من وراء تدخلاته في الأحداث الدولية المختلفة، إعادة روسيا الغائبة عن المشهد الدولي منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وإثبات أن العالم لم يعد محكوماً من قطب واحد هو الولاياتالمتحدة الأميركية. وفيما لا يزال الاقتصاد الروسي الضعيف الأشبه باقتصاد دولة من دول العالم الثالث لا يؤهلها لأن تكون قطبا وندا للولايات المتحدة فإن ظاهر الحال يشي بصعود الدور الروسي وعودة روسيا لاستقطاب حلفاء تاريخيين لأميركا. ومن المظاهر التي تعزز هذه الفكرة اختيار بوتين لهلسنكي، عاصمة فنلندا لاستضافة القمة الأولى بين بوتين وترمب، حيث كانت هلسنكي موطن أول لقاءات رسمية بين الولاياتالمتحدةوروسيا ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وأثناء الحرب الباردة وما بعدها، فكانت موطن اتفاقية التقارب بين موسكووواشنطن في العام 1975 بعد أن جمعت الزعيم السوفييتي ليونيد بريجنيف وجيرالد فورد، كما كانت مقرا للقاءات أخرى جمعت ميخائيل جورباتشوف بجورج بوش الأب، وبوريس يلتسين ببيل كلينتون. ويترقب العالم قمة هلسنكي في ال16 من يوليو القادم حيث ستجمع ترمب وبوتين لأول مرة في لقاء مطول ومخصص لمناقشة كل الخلافات والتحديات المشتركة من التواجد الإيراني في سورية إلى تدخل روسيا في الانتخابات. ومن أهم أهداف ترمب من القمة التفاهم مع روسيا لتطبيق خطته بالضغط على نظام ولاية الفقيه وحسر نفوذه إلى الداخل الإيراني، حيث تقوم خطة ترمب على إخراج إيران من سورية لتكون الولاياتالمتحدة مستعدة للانسحاب من الأراضي السورية. كما ستكون أوكرانيا التي تسببت بعقوبات أميركية ضد روسيا على قائمة المحادثات، حيث يعتقد الرئيس ترمب بوجوب تخفيف العقوبات على روسيا لإعادتها إلى مجموعة السبع، الأمر الذي سيكون موضع ترحيب من الكرملين الذي يحتاج انفراجة اقتصادية. أما في جبهة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا فترغب أميركا بتواجد قوات حفظ الأمن على طول الحدود مع روسيا الأمر الذي لا يحبذه بوتين. وفيما يتعلق بصراعات أخرى تؤججها روسيا في كل من أذربيجان وجورجيا فإن البيت الأبيض قرر عدم التطرق لها. في شرق آسيا، رغم دعم روسيا لقمة سنغافورة بين ترمب وكيم جونغ أون فإن موسكو تتحرك للحصول على ضمانات من كوريا الشمالية وثنيها عن التسرع في تسليم ترسانتها النووية، حيث لن يكون من دواعي سرور بوتين انتقال دولة واقعة إلى شرقه إلى المعسكر الأميركي. ممثلة المقاومة الإيرانية ل«}»: العمود الفقري لاقتصاد الملالي يتهاوى والنهاية تقترب كما سيحاول الرئيس ترمب أثناء قمة هلسنكي، الضغط على بوتين لتغيير طبيعة تدخلات روسيا في فنزويلا، حيث تستمر موسكو بدعم الرئيس نيكولاس مادورو. وبحسب الدكتور. تيودور كاراسيك المتخصص بالشأن الروسي - الأميركي للرياض فإن أكثر الملفات التي يتأمل الطرفان للتوصل لحل لها هي الصراع في سورية حيث من المتوقع أن يتلقى ترمب ضمانات من الجانب الروسي لإبعاد الجانب الإيراني بعد ضغوطات من حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة وفي مقدمتهم تل أبيب والأردن حيث يتردى الوضع على الحدود مع روسيا بسبب حالة الانفلات الميليشياوي الإيراني. ويتوقع كاراسيك أن يتم وضع خطة عمل بجدول زمني لرفع العقوبات الأميركية عن روسيا وإعادة العلاقات الدبلوماسية. من جانبها صرّحت السيدة سونا سامسامي، ممثلة المقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدةل»الرياض» أن ما يجري الآن هو رغبة عالمية بإضعاف نظام الملالي وأن روسيا لن تغرد خارج السرب، مؤكدةً أن الاحتجاجات المستمرة والمكثفة في العاصمة طهران ستدفع النظام لتكريس موارده لمنع هذه الاحتجاجات من التوسع والتصعيد وهو أمر مكلف للغاية. وتشير السيد سامسامي إلى أن النظام الآن يتعرض لضغط داخلي وخارجي وسيكون مضطرا أمام الاتفاقات الدولية لحسم الكثير من مغامراته في سورية ولبنان واليمن وأماكن أخرى مقابل مكسب واحد وهو البقاء في السلطة. وتتوقع سامسامي أن هذه المرة كل شيء مختلف، وقد نرى النظام يتهاوى قبل أن يأخذ التحرك الروسي - الإيراني لإبعاد إيران مفعوله حيث يعد الإيرانيون وصول المظاهرات إلى بازار طهران الكبير بداية النهاية حيث يعد هذا المربع الاقتصادي الأغنى في كل إيران وهو العمود الفقري للاقتصاد الإيراني الذي يساعد النظام على الوقوف. وتختتم سامسامي بقولها إن الشعب الإيراني يعد أي جهة تتعامل مع النظام جهة معادية للإيرانيين والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط مؤكدة يقينها من أن كل الجهات الإقليمية من روسيا إلى أوروبا ستختار الوقوف إلى جانب أميركا في حملتها العالمية التي تستهدف نظام الملالي في إيران. Your browser does not support the video tag.