ما زال النظام القطري يكابر ويرتكب الأخطاء الفادحة، حيال خلافه مع أشقائه، حيث خسر هذا النظام كافة مراهناته على الصمود على مواقفه في ظل ما يتجرعه من مرارة الهزائم والخسائر السياسية والاقتصادية جراء المقاطعة العربية له والعزلة الإقليمية والدولية التي فاقمت من معاناته لدرجة انكسر فيها صموده وتبددت كل أحلامه وذهبت طموحاته أدراج الرياح. وأكد مركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات في تقرير أن النظام القطري يقف حالياً أمام كل الوسائل والأدوات التي استخدمها بهدف معاندة المجتمع الدولي وخاصة دول الرباعي العربي أطول فترة ممكنة، وهو حالياً قد استنزف كافة الطرق ووصل إلى مرحلة الانهيار اقتصادياً وسياسياً، وسط تقارير تؤكد اتساع رقعة الخلافات والانقسامات الخافية بين أفراد الأسرة الحاكمة، لدرجة وصولها إلى درجة الخطر الذي يهدد بتفككها وخسارتها لحكم قطر. وأضاف التقرير: رغم ما يخفيه تنظيم الحمدين من حجم الخسائر ودرجة خطورتها على الدولة والشعب، وحرصه على اتباع نهج «التمسك بآخر رمق»، إلا أن وصول الأوضاع إلى درجة خطيرة للغاية، جعلت من الاستمرار على هذا النهج أمراً صعباً للغاية بالنسبة للنظام، بعد أن تفجر واقع الحال وما فيه من أزمات متصاعدة في الداخل القطري، ولم يعد أمر السكوت عنها وعن سياسات النظام بالممكن، في ظل تقارير عربية ودولية تحذر من انهيار شامل لقطر قد يؤدي في أي لحظة لاحتلال قطر من قبل إيران أو تركيا، بعد أن أصبح القرار السيادي القطري مرهوناً بيد إيرانوتركيا. وأوضح أن الجميع بات متفقاً حتى في الداخل القطري، وفي أروقة الحكم في الدوحة، على أن قطر لم تعد قادرة على الصمود سياسياً واقتصادياً أمام المقاطعة العربية والعزلة الدولية رغم مكابرة النظام وحرصه الشديد على التستر على ذلك، ما يجعل النظام القطري يفكر في طرق أخرى يجري فيها تغييراً يخدر بها المجتمع الدولي، كتغيير رأس النظام في الدوحة بهدف منع انهيار الأسرة الحاكمة أو عزلها عن الحكم، وتعليق فشل إدارة البلاد في أزمتها برقبة الأمير تميم بن حمد، وليس بسبب الحمدين. وأشار التقرير إلى أن من المرجح أن يتآمر «الحمدين» (حمد بن خليفة وحمد بن جاسم) على الأمير تميم، ويلجآن إلى تغييره وتنصيب محمد بن خليفة أميراً على البلاد، بحجة فشله في إدارة الأزمة، وسيعتمد «الحمدين» لإقناع الجهات النافذة بهذا التغيير على فشل إدارة تميم في حلحلة أزمات البلاد، واتخاذه قرارات خاطئة لم تصب في مصلحة البلاد بسبب اعتماده على مستشاريه أمثال عزمي بشارة ويوسف القرضاوي الداعية الإخواني، وإنفاقه أموال شعبه على مشروعات وهمية، وبهذا تكون الأفعى ذات الرأسين قد برّأت نفسها من كافة الأزمات والمشكلات التي تعصف بالبلاد وجرتها إلى ويلات ومستنقعات. واختتم مركز المزماة أن النظام القطري عبث بأمن الدول والشعوب بدعمه للإرهاب ونشره الفتن وتمويل أدوات زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتآمر مع إيران والإخوان والجماعات الإرهابية في تنفيذ مشروعات توسعية، وأعلنت عداءها صراحة للدول العربية وخاصة الخليجية، وبدد ثرواتها وأهدر أموالها وقتل الآلاف وتسبب في تشريد الملايين، وجميعها أخطاء استراتيجية تجني الدوحة أشواكها اليوم، بعد أن عرّت المقاطعة الوجه الحقيقي لسياسات الدوحة، وبعد أن كانت سرية، أصبحت بعد المقاطعة علنية، غير أن الأمير تميم قد فهم عقلية الحمدين خطأ في عملية الإفصاح عن السياسات الثابتة للدوحة، حين أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن فيه تضامنه مع السياسات الإيرانية وجماعة الحوثي في اليمن، والذي من الممكن أن تكون القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعل تنظيم الحمدين يلجأ إلى تقديم كبش فداء لأخطائه السياسية المدمرة. Your browser does not support the video tag.