استعادت قوات النظام السوري مزيداً من البلدات في محافظة درعا أمس، في حين تعرضت بلدات أخرى لضربات جوية، في الوقت الذي بدء مقاتلو المعارضة التفاوض على شروط السلام من خلال روسيا حليفة النظام. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: "وافقت ثماني بلدات على الأقل في ريفي درعا الشمالي والشرقي على اتفاقات مصالحة إثر مفاوضات تولاها ضباط روس مع وجهاء محليين ومن تبقى من مقاتلين معارضين داخل كل بلدة". وذكر المرصد أن الغارات الجوية استمرت في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة دعماً لهجوم تقول الأممالمتحدة إنه دفع 160 ألفاً للنزوح ويهدد بكارثة إنسانية. وأفادت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية أن آلاف الفلسطينيين النازحين من مخيم درعا يفترشون العراء جنوب سورية بسبب العمليات العسكرية التي يشنها النظام. ويأتي هجوم النظام في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عدداً من البلدات. ويركز الهجوم حتى الآن على محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن ولا يشمل محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال مقاتلو المعارضة إن الاتفاق الجاري بحثه لا يشمل القنيطرة. وجنوب غرب سورية بأكمله جزء من "منطقة خفض التصعيد" التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدةوالأردن العام الماضي. وقال مفاوضو المعارضة ومتحدث باسمها إن لجنة تضم ستة أعضاء من المدنيين والعسكريين وشكلها مقاتلو المعارضة في الجنوب عقدت اجتماعاً تمهيدياً على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة. وقال إبراهيم الجباوي الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات المركزية التي أسستها الجماعات الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر في جنوب سورية: "اللجنة عقدت اجتماعها الأول مع الجانب الروسي الذي قدم مطالبه". وأضاف أن المفاوضين الروس طالبوا مقاتلي المعارضة بالقبول بشروط مثل تلك المتفق عليها في الغوطة الشرقية والتي تقضي بمغادرة المقاتلين مع أسرهم إلى أراض خاضعة للمعارضة في شمال غرب سورية أو القبول بعودة سيادة النظام السوري. ولم يقبل مقاتلو المعارضة في الجنوب الغربي بذلك واقترحوا عودة المؤسسات المدنية في مناطق المعارضة ودخول الشرطة العسكرية الروسية وليس قوات النظام. واستعاد النظام بالفعل السيطرة على أجزاء شرقية كبيرة من الأراضي الخاضعة للمعارضة بمحافظة درعا بعد قتال استمر لأقل من أسبوعين. ولفت المرصد إلى أن طائرات حربية شنت 32 ضربة جوية الليلة قبل الماضية وقصفت تسع بلدات في محافظة درعا. وأضاف أن نحو مئة مدني قتلوا في الغارات الجوية والقصف منذ 19 يونيو. واستطرد المرصد أن الاشتباكات تصاعدت حول مدينة درعا التي تقع قرب الحدود مع الأردن، وقد يؤدي نجاح قوات النظام هناك إلى شطر الأراضي الخاضعة للمعارضة في الجنوب الغربي إلى نصفين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "الوقف الفوري للعمليات العسكرية" في جنوب غرب سورية. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن غوتيريش يشعر ب"قلق عميق إزاء الهجوم العسكري وآثاره المدمرة على المدنيين". وطالب المجتمع الدولي ب"الاتحاد لوضع حد لهذا الصراع الموسع، الذي يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في سورية والدول المجاورة". Your browser does not support the video tag.