أطلقت فصائل معارضة أمس، هجوماً جديداً ضد القوات النظامية في محافظة القنيطرة، وسط معلومات عن تحقيقها تقدماً في هذه المنطقة الواقعة في جنوب غربي سورية، والمحاذية للحدود مع إسرائيل في الجولان المحتل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، بأن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محاور عدة بريف القنيطرة الشمالي، مشيراً إلى أن الفصائل أطلقت على المعركة اسم «قادسية الجنوب» بهدف فك الحصار عن الغوطة الغربية، ومؤكداً «تقدم الفصائل وسيطرتها على منطقة الحمرية»، وهو ما أكدته أيضاً «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) التي وزّعت صوراً لعناصرها وهم يقتحمون موقعاً للقوات النظامية في الحمرية. كذلك، أشار «المرصد» إلى سقوط قذائف عدة «أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في بلدة خان أرنبة الخاضعة لسيطرة قوات النظام في القطاع الشمالي بريف القنيطرة، أعقبه قصف من قوات النظام على بلدتي طرنجة وجباتا الخشب بالقطاع الشمالي». أما موقع «كلنا شركاء» المعارض، فنقل عن عضو المكتب الإعلامي في «ألوية سيف الشام» قوله: «بدأت قواتنا، بالاشتراك مع فصائل عدة من الجبهة الجنوبية وفصائل أخرى، معركة قادسية الجنوب لضرب وتحرير مواقع عسكرية عدة في ريف القنيطرة الشمالي»، موضحاً أن الهجوم انطلق من خمسة محاور، وأنه يستهدف في المرحلة الأولى السيطرة على «مواقع عسكرية وتلال تسيطر عليها قوات النظام وميليشيا حزب الله». وتابع «أن هدف معركة قادسية الجنوب هو تحرير جميع مواقع قوات النظام شمال القنيطرة، وفتح الطريق إلى ريف دمشق الغربي في تجمع جبل الشيخ»، لافتاً إلى أنه «تم في بداية المعركة تحرير تلة الحمرية والتقدم باتجاه سرية طرنجة، ولا يزال العمل جارياً لتحرير مواقع عدة أخرى»، ومؤكداً مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من قوات النظام، ومضيفاً أن هناك جثثاً عدة لم تتمكن القوات النظامية من سحبها على خطوط الجبهة. وأشار إلى «استهداف... مواقع عسكرية للنظام بقذائف الهاون والدبابات والمدفعية الثقيلة، ومنها تل الأحمر والشعار ومواقع قوات النظام (في) محيط خان أرنبة». وتابع موقع «كلنا شركاء» أن هذا التقدم للمعارضة هو الأول منذ قرابة العام في ريف القنيطرة، مشدّداً على أن معركة «وبشّر الصابرين» نهاية أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، «كانت آخر معركة لكتائب الثوار في ريف محافظة القنيطرة». وترافقت المعارك بين القوات النظامية والمعارضة أمس مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه استهدف بغارة جوية مواقع لمدفعية النظام السوري، رداً على قصف طاول شمال الجولان، من دون أن يخلف ضحايا. ونقلت «فرانس برس» عن بيان الجيش الإسرائيلي، أن «الحكومة السورية مسؤولة عن هذا الانتهاك الفاضح للسيادة الإسرائيلية»، لكن ناطقة عسكرية رجحت أن يكون القصف نتج في شكل غير متعمد من المعارك في سورية. في غضون ذلك نفّذت طائرات حربية غارات على الجبل الشرقي لمدينة الزبداني بريف دمشق الغربي، فيما فتحت قوات النظام نيران قناصتها على أطراف مدينة مضايا، ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح، وفق ما أورد «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى مقتل 4 مواطنين هم طفلان شقيقان وطفل آخر ومواطنة، نتيجة قصف طائرات حربية مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وفي مدينة دمشق، تحدث «المرصد» عن سقوط قذيفة هاون على حي المزة 86، وقذيفة أخرى على منطقة عش الورور التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، ما أدى إلى إصابة مواطنة ورجلين بجروح في حي المزة 86. في غضون ذلك، أفاد موقع «كلنا شركاء» بأن طائرات حربية ارتكبت «مجزرة في مدينة إدلب» نتيجة استهدافها سوقاً شعبية في المدينة أمس، موضحاً أن الطائرات قصفت «الأحياء السكنية ومنطقة المجمع الاستهلاكي والسوق الشعبية وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل 25 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح». ولم يتضح هل الطائرات تابعة للنظام أم أنها روسية أو حتى تعود إلى التحالف الدولي. ولفت المصدر ذاته إلى أن مدينة معرة النعمان، بريف إدلب الجنوبي، تعرضت لغارات جوية لليوم الخامس عشر على التوالي، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح. أما «المرصد» فأشار، من جهته، إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين «نتيجة قصف طائرات حربية مناطق في حي الميسر بمدينة حلب، كما سقط عدد من الجرحى نتيجة قصف طائرات حربية منطقة مشفى القدس في حي السكري بمدينة حلب، في حين قصف الطيران الحربي أحياء الحرابلة وقاضي عسكر والصالحين والفردوس والمرجة وباب الحديد وباب النصر والكلاسة وبستان القصر بمدينة حلب، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين على الأقل وسقوط جرحى». كذلك، تحدث عن غارتين جويتين على أطراف بلدة كفرناها بريف حلب الغربي. في غضون ذلك، ذكرت مواقع موالية للحكومة السورية، أن القوات النظامية خاضت معارك عنيفة ضد المعارضة في منطقة العامرية في جنوب غربي مدينة حلب وسيطرت على كتل من الأبنية. وفي محافظة دير الزور (شرق سورية)، قال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط اللواء 137 وأطراف حي الحويقة ومنطقة البغيلية بمدينة دير الزور، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات على مناطق الاشتباك. وأوضح أن التنظيم قصف بقذائف الهاون حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة النظام بمدينة دير الزور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.