تعرّضت الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في مدينة درعا، جنوب سورية، لقصف جوي عنيف في استمرار للحملة التي تشنها القوات النظامية منذ أيام لاستعادة السيطرة على هذه المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة عام 2011. وأعلنت «محافظة درعا الحرة» التابعة للمعارضة، الأحياء الخارجة عن سيطرة الحكومة في درعا المدينة وبلدات مجاورة لها «مناطق منكوبة». وبالتزامن مع ذلك، أفيد بأن القوات النظامية حققت تقدماً مهماً في الغوطة الشرقية، لكن فصيل «جيش الإسلام» نفى ذلك وأكد احتفاظه بمواقعه شرق دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس بأنه ارتفع إلى 96 على الأقل عدد الألغام والبراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات مروحية منذ الصباح على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، مشيراً إلى «توثيق» مقتل ثلاثة من عناصر المعارضة في اشتباكات دارت أمس مع القوات النظامية والمسلحين الموالين في محور مخيم درعا بمدينة درعا. ولفت إلى أن الطيران المروحي ألقى أيضاً براميل متفجرة على أطراف بلدة صيدا بريف درعا الشرقي. وبراميل أخرى على قرية أم الخرز وقصر الصايغ والجسري والثلاج بمنطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الغربي. وتحدث عن وفاة رجل من بلدة الغارية الشرقية متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة قصف القوات النظامية على البلدة قبل يومين. وقالت محافظة درعا «الحرة» في بيان نشرته على صفحتها في موقع «فايسبوك»، إن «المناطق المنكوبة» في المحافظة هي أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم اللاجئين في مدينة درعا، وبلدات اليادودة وأم المياذن والنعيمة، شمالها. ونقلت وكالة «سمارت» عن بيان المحافظة مناشدة المنظمات الإنسانية والدولية والدول «التي بقي لديها حس إنساني» مساعدة أهالي هذه المناطق التي تتعرض منذ تسعة أيام لتصعيد كبير في القوات الجوية، في إطار هجوم تقوم به القوات النظامية بهدف استعادة أحياء في مدينة درعا وربما التقدم جنوبها بهدف الوصول إلى معبر نصيب مع الأردن. وفي محافظة ريف دمشق، قال «المرصد» إن الاشتباكات العنيفة استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، و «جيش الإسلام» من جهة أخرى، في محور بلدة حوش الضواهرة بالغوطة الشرقية «في محاولة لقوات النظام للسيطرة على البلدة». وأضاف أن القوات النظامية «تمكنت من السيطرة على 14 مزرعة و6 منازل في منطقة حوش الضواهرة» عقب اشتباكات عنيفة مع «جيش الإسلام» الذي خسر ما لا يقل عن ثلاثة من عناصره، مضيفاً أن القوات النظامية تواصل «محاولتها استكمال السيطرة على البلدة عقب تحقيق هذا التقدم». وتابع: «تأتي أهمية هذا التقدم من حيث إنه في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على البلدة بشكل كامل ستكون بذلك قد قضمت مناطق جديدة من الغوطة الشرقية وسيكون خط المواجهة بين النظام والفصائل (انتقل إلى) بلدة الشيفونية التي تعد من البلدات الأهم لجيش الإسلام». وزاد أن السيطرة على حوش الضواهرة «ستسمح لقوات النظام بكشف مساحات واسعة من بلدة أوتايا بالغوطة الشرقية، وفي حال التقدم نحو أوتايا ستستكمل قوات النظام السيطرة على ما تبقى من منطقة المرج بالكامل لأن جيش الإسلام سينسحب من بلدتي النشابية وحرزما»، لافتاً إلى أن «منطقة المرج تُعتبر الرئة التي تتنفس منها الغوطة» غذائياً لاحتوائها على مشاريع زراعية. لكن وكالة «سمارت» نقلت عن «جيش الإسلام» نفيه سيطرة القوات النظامية على حوش الضواهرة (22 كلم شرق دمشق). وقال الناطق باسم هيئة أركان «جيش الإسلام» حمزة البيرقدار إن خمسة من عناصر قوات النظام أصيبوا بجروح بليغة إثر استهدافهم بقذائف المدفعية خلال محاولتهم التقدم إلى البلدة ليلاً. وفي محافظة السويداء (جنوب)، أشار «المرصد» إلى أن الفصائل الإسلامية استهدفت تمركزات للقوات النظامية في مطار خلخلة بريف السويداء، ما أدى لأضرار مادية. أما في محافظة القنيطرة (جنوب سورية أيضاً) فقد سجّل «المرصد» أن القوات النظامية قصفت بقذائف الهاون مناطق في تلة الحمرية بريف القنيطرة الشمالي.