المملكة العربية السعودية صحراء شاسعة قليلة المياه ومشمسة معظم أيام السنة، لمعالجة ندرة المياه لجأت الدولة إلى خيار تحلية مياه البحر، وحققت نجاحات كبيرة بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي من القيادة الرشيدة. الطبيعي أن تستثمر مراكز البحث والتطوير هذه النجاحات لتكون المملكة العربية السعودية رائدة في مجال تقنيات تحلية مياه البحر، وتصدر معرفتها وخبرتها في هذا المجال إلى العالم بأسره. وجود الحرمين الشريفين ومكانتهما الكبيرة لدى ما يزيد على المليار مسلم يُفترض أن تدفع الأكاديميين للتركيز في أبحاثهم على تطوير هذا المجال الفريد، بحيث تكون شعائر الحج والعمرة والزيارة جذابة جداً وتستقطب المزيد من المسلمين كل شهر. نحتاج المزيد من الأبحاث العلمية والأفكار التطويرية التي ترفع كفاءة المرافق والخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن، وتسهل انسيابية الحشود بين المشاعر المقدسة. تنتشر زراعة النخيل في معظم أرجاء الوطن بسبب قدرة هذه الشجرة على التعايش مع طبيعة مناخ المملكة، إلى جانب القيمة الغذائية الكبيرة لثمارها. تلقى التمور رواجاً واسع النطاق في داخل البلاد وخارجها، أذكر في هذا السياق أن معظم المتاجر البريطانية تبيع أنواعاً مختلفة من التمور في عبوات صغيرة تحظى بإقبال المتسوقين الذين يهتمون بالغذاء الطبيعي. تجد لديهم تموراً من فلسطين ومن تونس وتغيب تمور المملكة رغم جودتها العالية. زراعة النخيل وتسويق ثمارها على مستوى العالم مجال جذاب لاهتمام الأبحاث العلمية والتطوير باعتباره ميزة تنافسية للمملكة العربية السعودية. البترول هبة الله لهذه الأرض المباركة ولسكانها، فبدلاً من التقليل من شأن هذه الهبة ومحاولة الحد من الاعتماد عليها، يمكننا التركيز أكثر على استخدامها لجلب الكثير من المكاسب، وذلك عن طريق دعم الأبحاث العلمية في مجالات اكتشاف النفط والغاز الطبيعي، وتيسير سبل استخراج هذه الثروات الطبيعية بأقل التكاليف، ثم تطوير طرق معالجتها وتكريرها لإنتاج ما يلبي احتياج العالم من النفط ومشتقاته وتسويق وبيع المعرفة التي نتوصل إليها إلى بقية أرجاء العالم. الشمس التي صبغت ألوان بشرتنا يمكن أن تكون ثروتنا المستقبلية إذا أحسنا استثمارها عن طريق التركيز على الأبحاث والدراسات العلمية التي ترفع كفاءة الخلايا الشمسية أو تبتكر طرقاً أحدث لاستغلال الطاقة الشمسية سواء المستخرجة من حرارة الشمس أو من ضوئها. كل دولة في العالم لها ميزة أو ميزات تنافسية، إذا ركزت عليها وبرعت فيها حازت الريادة، وليس من المنطقي ولا المعقول أن تبرز دولة ما في كل المجالات، ولذلك أعتقد أن المملكة العربية السعودية يمكنها أن تكون رائدة في مجالات تيسير زيارة المشاعر المقدسة، صناعة البترول ومشتقاته، الطاقة الشمسية، تحلية المياه، وزراعة النخيل وتسويق التمور. في رأيي الشخصي إن تركيز الأبحاث العلمية ينبغي أن ينصب على هذه المجالات. Your browser does not support the video tag.