تحدث الشاعر سليمان العتيق بكثير من الشجن عن ذكرياته في العيد وبقاء العيد في الماضي بذاكرته حتى اليوم, فقال: كان العيد فرحاً غامراً يهز مشاعرنا ويحرك خواطرنا ويملأ الأفئدة بالنشوة الغامرة التي طال انتظارها. كنا نعد الأيام بل الساعات لمقدم هذا العيد، نحلم به في منامنا ونغني ونفرح به في يقضتنا، كان انتظارنا للعيد حالة من انتظار حبيب غائب سوف يأتي معه بكل جديد وبكل لذيذ من ملبس ومأكل ومشرب. إنها أشياء لذيذة وجميلة ومفرحة طال اشتياقنا إليها لم نكن نجدها في سائر أيامنا. كانت أفراحنا قليلة وقليلة هي الأيام التي تغمر قلوبنا المسرة وتهنأ أذواقنا بلذائذ الطرائف المأكولة والمشروبة أو تكتسي أجسادنا بالجديد من الثياب أو تطرب أسماعنا بعذب الغناء والأهازيج كل هذه الأشياء الجميلة التي نفرح لها وبها يأتي بها العيد ومن هنا كان العيد يحمل ذلك الكم الهائل من الفرح الطافح الذي أشبه مايكون بوابل عميم يسقي جدب أيامنا ولهذا كان يحتل تلك المكانة الأثيرة في قلوب الجميع شبابا وشابات وصغاراً وكباراً رجالاً ونساء على حدٍ سواء. كما أن ندرة تردد الانغام المطربة على مسامعنا تجعل لعرضة العيد وقعاً هائلاً من الانتشاء والتطريب وقلة الجديد الجميل في ملبسنا يكسب ثياب العيد متعة وزهواً وجمالاً وندرة اللذيذ من الطعام تجعل لتذوقنا لأطعمة العيد طعماً مدهشاً. كل هذا يجعل أعيادنا في ذلك الزمن ذات قدر كبير من الفرح والتفاعل والحماس الطاغي الذي يدفعنا دفعاً كي نستغل كل لحظة من لحظاته بفعالية فرح وابتهاج. كان الصبية والشباب يشكلون تجمعاتهم ويتدافعون لإحياء ليلة العيد بكل ما هو جميل ولذيذ ويملأون أيام العيد الثلاثة بالأفراح واللقاءات والأغاني والرحلات. Your browser does not support the video tag.