العيد يا أصدقائي وصديقاتي، هو أحب الأيام لنا، أليس كذلك؟؟ في هذا اليوم، لا نستطيع النوم، في انتظار الفجر. وإذا غفت أعيننا، فإن أحلامنا كلها، تغوص في أعشاب العيد، وفي أنهار العيد، وفي جبال العيد الخضراء، وفي عصافير العيد، وفي غيوم العيد، وفي أمطار العيد. في هذا اليوم، عندما نصحو، نتذوق طعماً لذيذاً في شفاهنا. إنه طعم الدقائق الأولى للعيد. ونشاهد أقواس قزح فوق سرير كل واحد منا، ونشم عطوراً يختلط فيها دهن عود آبائنا وحناء أمهاتنا. نتقافز من نومنا، ونركض إلى الماء كي نستحم . نداعب المياه بضحكاتنا: -كل عام وأنت بخير أيها الماء. و يرد علينا: _كل عام وأنتم بخير يا أحبائي الأطفال. هيا، لا تتأخروا. ثيابكم الجديدة بانتظاركم. كان آباؤنا قد اشتروا ملابسنا الجديدة، وكانت أمهاتنا، قد جهزنها لهذا الفجر الجميل. بعدما نرتدي ملابسنا، نتسابق لأمهاتنا وآبائنا، كي نحضنهم، ونتذوق العيد بهم، وبفرحهم وبأدعيتهم: -اللهم احفظ لنا بلادنا وأمننا واستقرارنا ووحدتنا. نفكر بالوحدة. -ما هي الوحدة ؟؟ -هي أن يحتفل كل أطفال وطننا الكبير، بعيد واحد. – أجل يا آباءنا. أجل يا أمهاتنا. إنه عيد واحد، لنا جميعاً. نسمع آباءنا وأمهاتنا، وهم يتحدثون عن الشمال وعن الجنوب، عن الشرق وعن الغرب. نسمعهم وهم يتحدثون عن الفقير، واليتيم، والمريض، والمشلول، والأبكم ، والأصم. -إنه عيد لنا جميعاً. يجلب الفرح لمن يشعرون بالحزن، ويجمع شمل المفترقين، ويوحّد القلوب في صلاة واحدة، صلاة العيد. بعد الصلاة، يصير أجدادنا وجداتنا، وأعمامنا وعماتنا، وخالاتنا وأخوالنا، وإخواننا و أخواتنا، وجيراننا، يصير الجميع يتنافسون في زرع البسمة على وجوهنا. يهدوننا الحلوى والأوراق النقدية، والدعاء. نصير نحن العيد، نصير العيد والفرح واللهو والأناشيد. اليوم، لن ننشر في صفحة فلذات، سوى صوركم، وأنتم تحتفلون بشمال العيد وجنوبه، بشرقه وغربه. هنيئاً للعيد و للوطن بكم . فرحة أطفال المملكة كما رصدتها عدسات: (أحمد العساف، محمد المحسن، رشيد الشارخ، أمين الرحمن، علي غواص، يوسف جحران، سالم السعدي).