مرت أيام العيد بضحكات وجمعات ولقاءات لم تخطر على البال. مرت وكل منا عبر عن فرحه، إما بخروج للملاهي، أو إلى الأسواق، أو زيارات بين الأهالي، أو برحلة إلى البحر.. إلخ. وبعد هذا الفرح واللعب واللهو، استوقفني منظر يثير ويهيج المشاعر، منظر أفسد جمال الطبيعة، وأفسد فرحة العيد! نعم هنالك من فرح بطريقة غير واعية، يدفع الشخص للإصابة بحزن شديد بالعيد! هل عيد الأضحى يوم خاص بالعرب فقط؟! لا بل لجميع المسلمين، مسلمي العرب، ومسلمي إندونيسيا، ومسلمي الهند، وغيرهم من المسلمين في أنحاء العالم. أثار غضبي رؤية عامل نظافة يحاول تنظيف كماً هائلاً من مخلفات الناس، من أوراق وأكياس وبقايا الطعام وغيرها. هذه الأوساخ غطت مساحات شاسعة فوق العشب وفوق الأشجار وفي التربة تحت ألعاب الأطفال! حتى في البحر، ترى زجاجات المشروبات الغازية طافحة! والعامل المسكين يجول في الأرجاء، يحاول جمع الأوساخ، وينسى لذة العيد وفرحته، بل أصبح العيد بالنسبة له يوم نكد وكداء وعناء. لماذا نرمي الأوساخ وهي تفسد جمال الطبيعة وننسى قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله جميل يحب الجمال»؟! لماذا نرميها وهي تنشر البكتيريا والأمراض؟! فلنحافظ على النظافة «فالنظافة من الإيمان».