أكد تقرير دولي تزايد مخاوف المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران من تنامي المشاعر العدائية لدى الشعب الإيراني تجاهها، نظرًا لتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، واستعرض تقرير الحالة الإيرانية الصادر عن المعهد الدولي للدارسات الإيرانية «رصانة»، أبرز التطوّرات على الساحة الإيرانية خلال شهر مايو 2018م، وفي معرض التدليل على حالة القلق التي تنتاب عناصر النظام، أورد التقرير تصريح جوادي آملي أحد أكبر مراجع التقليد في إيران خلال لقاء له مع وزير التعاونيات والعمل والرفاهية علي ربيعي إذ قال: «إذا انتفض الشعب فسيُلقِي بالجميع في البحر»، في إشارة منه إلى المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها إيران، بجانب خفوت شعبية رجال الدين طلابًا وأساتذة لدى المجتمع في الداخل الإيراني. وتناول التقرير دلالات وأسباب استمرار غياب روحاني عن حضور اجتماعات مجمع تشخيص مصلحة النظام، ما يعكس حالة الانقسام داخل النظام، والتصارع على جميع مستويات السلطة، وتطرق التقرير إلى الاحتجاجات التي شهدتها منطقة كازرون التابعة لمحافظة فارس جنوبي إيران، بسبب الخطة الحكومية المتعلقة بفصل منطقتين من كازرون وتشكيل مقاطعة جديدة، وأرود تقرير الحالة الإيرانية مسارات الاحتجاجات ووقف على حدود تأثير أئمة الجمعة في أقاليم إيران وقدرتهم على تحريك الجماهير. ولاحظ التقرير الآثار الاقتصادية السلبية عقب إعلان خروج الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018م، حيث توالى خروج الشركات الأجنبية من إيران بعد أن وقّعت عقودًا بمليارات الدولارات كشركة «بيجو» الفرنسية و«بوينغ» الأميركية، وتبعتهم شركات أخرى في مجالات مختلفة شملت البنوك والنقل البحري والسيارات والتأمين، تاركة الاقتصاد الإيراني عرضة لهزة قوية متوقع أن تؤثر على معدلات النمو الاقتصادي بنهاية العام الإيراني الحالي في مارس 2019. ويزداد الأمر سوءًا بالنسبة إلى إيران إذا ما تحققت التكهنات بتراجع حجم الصادرات النفطية (بمعدل قد يبلغ 300 ألف برميل يوميًّا على أقل تقدير)، وما يترتب عليه من تباطؤ نموّ القطاع النفطي وغير النفطي وإحداث آثار سلبية تتمثل في ارتفاع البطالة ونقص في العملة الأجنبية ومعاودة ارتفاع الأسعار والضغط على كاهل المواطن. وفي الشأن العربي، استعرض تقرير «رصانة» تراجع الدور الإيراني في سورية على وقع دخول الأزمة مرحلة جديدة مغايرة عن كل المراحل السابقة بتزاحم أطرافها الإقليمية والدولية، مشيراً إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية على المواقع والأهداف الإيرانية في سورية، وأثرها على التمدّد الإيراني، بالإضافة إلى تصاعد الخلافات الروسية-الإيرانية في سورية مقابل الاتفاق في وجهات النظر الإسرائيلية-الروسية على استبعاد إيران من الجنوب السوري، وانعكاسات ذلك على الوجود الإيراني في سورية خصوصاً وفي سائر الإقليم بصورة عامة. وفي العراق اعتبر التقرير انتصار تحالف «سائرون» المدعوم من التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية العراقية ضربة قوية لإيران نظرًا لاختلاف أولويات الصدر عن الأولويات الإيرانية، وانتصارًا جديدًا للدول الساعية لعودة العراق إلى محيطه العربي. وفي لبنان استعرض التقرير تأثير العقوبات الأميركية الجديدة على دور حزب الله في المرحلة المقبلة كونها عقوبات شاملة لجناحيْ الحزب السياسي والعسكري، ما يعني سحب الشرعية والثقة مستقبلًا عن وزراء ونواب حزب الله في المعادلة اللبنانية الجديدة، على نحو يؤثر في محاصرة إيران وتحجيم أنشطتها وتقليم أظافرها. كما تابع التقرير النشاطات الإيرانية في دول المغرب العربي، بعد قرار المغرب بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتطرق أيضاً إلى دور الملحقية الثقافية الإيرانية في الجزائر وما أثارته أنشطتها من موجة غضب شعبي بالجزائر، والدعوة إلى طرد الملحق الثقافي الإيراني. في الشأن الدولي خلص تقرير المعهد الدولي للدارسات الإيرانية الى أن إدارة ترمب تتجه لمعاقبة إيران، بداية من استعادة برامج العقوبات السابقة، التي تشمل الصادرات النفطية، وهذا سيكون له أثر بالغ على إيران. كما أن الإدارة الأميركية سوف تتجه لعقوبات أوسع، بحيث تؤدي هذه السياسة في النهاية إلى رضوخ إيران وعودتها إلى طاولة التفاوض وفق الشروط الأميركية التي حدّدها ترمب، وهذا ما ظهر في الشروط التي وضعها بومبيو من أجل إعادة التفاوض مع إيران. Your browser does not support the video tag.