أحب رياضة كرة القدم -ومثل العديد من الرجال والنساء عبر المملكة- سأقوم بتشجع الأخضر عند تسديدهم لركلة البداية إعلاناً عن انطلاق مباريات كأس العالم للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد الدولة المضيفة روسيا. لقد وصل فريق إنجلترا إلى سانت بطرسبرغ قبيل مباراتهم الأولى أمام تونس المقرر إقامتها يوم الاثنين المقبل. إن إنجلترا هي أحد الأربع أمم المؤلفة للمملكة المتحدة وهي الوحيدة التي تأهلت لكأس العالم هذه المرة: حيث لم تتمكن كل من إيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز من التأهل. ويحدوني الأمل في أن تجد كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة النجاح حليفهما في مجموعتيهما، وفي حال وصولهما إلى الدور قبل النهائي سيواجهان بعضهما البعض. كما أنني من أشد المعجبين بفريق ليفربول وسأقوم بمتابعة اللاعب محمد صلاح والفريق المصري، وهم أحد المنافسين للصقور الخضراء في المجموعة (أ). تعد رياضة كرة القدم رياضة عائلية، ولقد كان من الممتع هذا الموسم رؤية العدد الكبير من الرجال والنساء والأطفال الذين حضروا المباريات الأخيرة المحلية كعوائل وأيضاً من أجيال مختلفة. يعيش أبنائي خارج المملكة العربية السعودية وهم سعداء -كإخوة وأخوات- أنه سيكون بإمكاننا أن نحضر إحدى المباريات سوياً خلال زيارتهم القادمة. إن الموسم الرائع لمحمد صلاح خلال لعبه مع الريدز أكسبه معجبين عبر العالم، وقد تم اعتباره ابناً لفريق ليفربول من قبل مشجعي الفريق في موطن الفريق في بريطانيا. وبالطبع فإنهم يحبون مهاراته وقدرته على إحراز الأهداف. غير أنهم قد تعلموا أيضاً المزيد عن إيمانه والعالم العربي. تستضيف الملاعب الرياضية حالياً في إنجلترا مشجعين من شتى مناحي الحياة يشجعون نجوماً من كافة أرجاء الكرة الأرضية حيث تعد تجربة رائعة لأي فرد يريد زيارة المملكة المتحدة أن يقوم بحضور إحدى مباريات كرة القدم هناك. يوازي كأس العالم فقط الألعاب الأولمبية كاحتفال رياضي يجمع سوياً 32 دولة تأهلت إلى جانب مشجعيها. لدى كرة القدم علاوة على الرياضات الأخرى إثر تحويلي على جوانب تتعدى أكثر من اللاعبين المتواجدين على أرض الملعب فقط فعبر اللعب ضد بعضهما البعض تتاح الفرصة للمدينتين أو الدولتين لتعلم المزيد عن الطرف الآخر. فعندما كان الحكم الإنجليزي السابق في البريميرليج مارك كلاتنبيرج يقوم بالتحكيم في أحد مباريات الكأس بين فريقي الفيحاء والفتح قام بإيقاف المباراة احتراماً لأذان الصلاة، لقد كان التصفيق الحار الذي تلقاه للثناء على هذا الفعل من قبل الجماهير الكريمة معبراً عن الاحترام المتبادل وقد تم أيضاً بث هذه اللقطة عبر شبكة الانترنت. إن الرياضة للجميع سواء كانوا كباراً أو صغاراً، رجالاً أو نساءً. وإنني فخور بشكل خاص بإرث الألعاب البارالمبية التي عقدت في لندن عند استضافتها للألعاب الأولمبية في عام 1948 خلال فترة قصيرة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. والآن أيضا لدينا ألعاب INVICTUS لمنتسبي الخدمات المسلحة تحت رعاية الأمير هاري. يتنافس خلال هذه المسابقة رجال ونساء الخدمة وقدامى المحاربين ضمن فعاليات رياضية مختلفة ضد نظرائهم من الدول الأخرى، حيث إن الجروح والإصابات التي أصيبوا بها أثناء شرف تأدية الواجب المنوطين به لم تثنهم عن متابعتهم للأمجاد الرياضية والتي من الممكن أن تصبح جزءاً أساسياً من عملية إعادة تأهيلهم. إنه لمن دواعي سروري الدائم سماعي عن قيام الزملاء بالسفارة البريطانية بالمشاركة في الأنشطة الرياضية مع فرق أخرى من السعوديين وشمل ذلك المشاركة في فرق الرجبي والكريكت في المملكة العربية السعودية. وفي إطار شراكة رؤية 2030 فإن الرياضة هي مجال يزداد فيه التعاون بين البلدين. وبشكل مجمل احتلت فرق بريطانيا العظمى المرتبة الثانية في العروض الأولمبية التي أقيمت في ريو وهو الأمر الذي يظهر جلياً انه لدينا الكثير لنقدمه على مستوى النخبة. كما يمتد عرضنا أيضاً على مستوى القواعد الشعبية حيث تتمتع المملكة المتحدة بنظام على مستوى عالمي فيما يتعلق بالأنشطة الرياضية المحلية والمجتمعية. فهذا هو المكان الذي تنطلق منه الرحلات للوصول إلى النجومية. أما بالنسبة لبقيتنا، فإنه الأمر الذي يمكننا جميعاً الانخراط فيه للياقة البدنية والاستمتاع. يتعدى التعاون الرياضي النشاط الرياضي في حد ذاته ليشمل أيضاً مجالات التعليم والرعاية الصحية والأوجه الأساسية الأخرى لرؤية 2030. وإنني إذ أتطلع قدماً لبحث ما يمكن أن يقوم به بلدانا سوياً بشكل أكبر في هذا الصدد. وفي غضون ذلك، فنحن معك يا الأخضر!! (وأيضاً مع الأسود الثلاثة)!! *السفير البريطاني لدى الرياض Your browser does not support the video tag.