سؤال يسأله الكثير عن مستوى الرياضة بصورة عامة وبجميع أنواعها في المملكة العربية السعودية. وهل ما يتم إنجازه في مختلف الالعاب الرياضية يعكس ما لدينا من إمكانات مادية وتجهيزات ووفرة في المواهب. فالكل يعرف حب الشاب السعودي للرياضة ويضاف لها في الوقت الحالي كلمة تعتبر دخيلة على آذاننا وهي حب الفتيات للرياضة. ويعتبر السوق السعودي الرياضي الاستهلاكي فيما يخص المنتجات الرياضية أو اشتراكات في قنوات رياضية من الأكبر في العالم. بل أصبح ذهاب الكثير من المواطنين في سفرة لعدة ايام إلى اوروبا وغيرها لحضور مباراة لكرة القدم أو مناسبة رياضية أمرا روتينيا في وقتنا الحالي. ولكن كل مرة تلتفت يمنة ويسرة تجد أن هناك قصورا في تحقيق أي تقدم يذكر على المستوى العالمي أو حتى الإقليمي. بل يرى الكثير من المراقبين أن قطار التقدم الرياضي السعودي قد بدا يتراجع. فإلى فترة قريبة لم يكن يمر على المواطن السعودي الرياضي أو المتابع أو العاشق للرياضة أكثر من سنتين إلا وحققت الرياضة السعودية بطولة ما. سواء تأهل لكأس العالم أو بطولة كأس دورة الخليج العربي أو تأهل إلى أولمبياد أو فوز بكأس آسيا. وصحيح أن كل ذلك يتم في المستطيل الأخضر الخاص بكرة القدم، ولكن على الأقل هناك بطولة يتم تحقيقها. ولا ننسى ما كانت تحققه أنديتنا أيضا من بطولات قارية. ومع مرور الوقت أصبحنا لا نسمع إلا كبوات في كل المجالات الرياضية وعزوفا جماهيريا. وأصبحنا نرى مباريات بين فرق أقوى دوري عربي يحضرها جمهور أقل من 100 مشجع. وخارج الملعب لا نسمع إلا عن مشاكل داخل الأندية حتى الكبيرة منها. بعضها لا يوجد في خزانته ما يسدد به مصاريف اللاعبين وبعضها عليه ديون بمئات الملايين من الريالات لا نعرف كيف أتت. وبالطبع نحن نتحدث عن اللعبة الأولى الشعبية في المملكة وهي كرة القدم التي تحظى بكل دعم وتشجيع. وأما الألعاب الأخرى مثل السلة أو اليد أو الطائرة أو الجمباز فغير موجودة على الخارطة الرياضية. وأصبحنا فقط نذهب للمناسبات الرياضية الدولية فقط للمشاركة. والأكثر من ذلك هو ان تكاليف رحلات بعثاتنا الرياضية أكثر بكثير من تكاليف البعثات الرياضية لدول أقل منا إمكانات ولكنهم يرجعون بعدة ميداليات لبلادهم. وصحيح أن بعثتنا الرياضية للألعاب الأولمبية هذه المرة إلى ريو والتي سبقتها في لندن قد وضعت نوعا من النكهة المختلفة عبر تواجد العنصر النسائي الرياضي السعودي، ولكن السؤال يبقى ماذا حققنا وإلى متى ستكون مشاركاتنا فقط للمشاركة. فالكل الآن يعرف أن الرياضة هي المحرك الكبير للكثير من الأمور سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية، بل وحتى سياسية. فكثير من الدول يحترمها العالم فقط لأن لديها من يجلب الذهب في المناسبات الرياضية. وفي الوقت الحالي لا بد من تغيير السياسة الرياضية في بلادنا. وهناك طرق كثيرة وأولها العودة للأنشطة الرياضية في المدارس لاكتشاف المواهب منذ الصغر. فلدينا ما يسمى صالات خضراء تعتبر من الأفضل على مستوى العالم وبها امكانات لممارسة الكثير من الأنشطة الرياضية والتي من الممكن من خلالها صقل المواهب. وللعلم من النادر في الوقت الحالي أن تجد طفلا لدينا لا توجد لديه ميول رياضية. وأما في الوقت الحالي وبكل صراحة.. ما عندنا رياضة.