أكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» أن الأطفال في سورية يدفعون ثمناً باهظاً لحرب ليست من صنعهم. وأشار المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خِيرْت كابالاري، في تصريح أمس أن اليونيسف تلقّت تقارير تفيد بمقتل 13 طفلاً على الأقل خلال الأيام الماضية، في سورية. وأوضح في تصريحه أن اليونيسف تلقت تقارير تفيد إن الهجوم الأخير على قرية زردانة الواقعة في محافظة إدلب، شمال غرب سورية، أدى إلى مقتل تسعة أطفال، مشيراً إلى أن حوالي مليون طفل يعيشون في إدلب كثير منهم نزحوا من مناطق أخرى من البلاد، وبسبب عدم وجود أي مفرّ للنازحين اضطرت العائلات لأخذ المأوى في الملاجئ الجماعية والمدارس. وشدد المسؤول الأممي على أن تطورات الحرب في سورية تظهر أنّ العنف لا يؤدي إلاّ إلى المزيد من العنف والكراهية والانتقام، ويزيد من تجزئة المجتمع الممزق، بعد ان اقتُلع ما يقرب من ستة ملايين طفل من ديارهم منذ بدأ النزاع، في العام 2011. وختم قائلاً، ليس هنالك منتصراً في أي حربٍ على الأطفال، الجميع خاسرون، والخسارة الكبرى هي من نصيب الأطفال ومستقبل سورية. إلى ذلك أعلنت الأممالمتحدة الاثنين أن أكثر من 920 ألف شخص نزحوا في سورية في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2018، في ما يشكل رقماً قياسياً منذ بدء النزاع قبل سبع سنوات. وصرح منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية بانوس مومتزيس خلال مؤتمر صحافي في جنيف «نشهد نزوحاً داخلياً كثيفاً في سورية... من يناير إلى أبريل هناك 920 ألف نازح جديد». وأضاف «هذا أكبر عدد من النازحين خلال فترة قصيرة منذ بدء النزاع». ويرفع النزوح الأخير عدد الأشخاص الذين نزحوا في داخل سورية الى 6,2 ملايين، في حين يعيش حوالي 5,6 ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة، بحسب أرقام الأممالمتحدة. وأشار مومتزيس إلى أن النازحين مؤخراً أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب تصعيد المعارك في الغوطة الشرقية التي شكلت منذ العام 2012 أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليها في ابريل، ومحافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر منها مع تواجد محدود لفصائل اخرى. وأدت ضربات جوية مكثفة على إدلب مؤخراً إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال. وأضاف مومتزيس أن في ظل الوضع الحالي في إدلب حيث يعيش 2,5 مليون شخص، «قد نكون لم نرَ بعد الجزء الأسوأ من الأزمة». وقال «نحن قلقون لرؤية 2,5 مليون شخص يتم دفعهم أكثر فأكثر إلى الحدود التركية». وبعد هجمات مكثفة شنّها النظام على الأحياء الشرقية في مدينة حلب في العام 2016 والغوطة الشرقية قرب دمشق في ابريل، تمكن من السيطرة على المنطقتين بعد إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين المعارضين والمدنيين الى إدلب في شمال غرب البلاد. لكن بالنسبة لسكان هذه المدينة «ليس هناك إدلب أخرى لارسالهم إليها»، بحسب مومتزيس. وقتل أكثر من 350 ألف شخص ونزح الملايين منذ اندلاع الحرب في سورية في 2011. Your browser does not support the video tag.