نعلم جميعاً أن الصوم لله وهو يجزي به، ويضاعف فيه الحسنات. والصوم فرصة للتوبة وهو طهارة لمن لوث حياته بأنواع المعاصي يطوي معها المذنب صفحة سوداء ويستقبل بها زمناً نقياً وهذا نداء لكل غافل مسوف لم يقدر الله حق قدره، ولم يخشع قلبه لذكر ربه، ولم تربه مواسم الخير أن يشمر عن ساعديه ويشد مئزر الطاعة والإنابة لله ويستغل الفرصة الثمينة ليتقرب إلى الله ويطهر نفسه من الآثام. ولقد كان النبي والصحابة الكرام يتطلعون للقاء رمضان بكل شوق وعزم على فعل الطاعات وكانوا ينتظرونه أشهراً ويستعدون أحسن الاستعداد ويواصلون نهارهم بليلهم بالتقرب من الله يرجون رحمته وجنته ويخشون سخطه وناره، وكان النبي أجود الناس في رمضان وكان يحفز أصحابه على استغلال رمضان بالعبادة لله وكان فطره على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات وإن لم يجد فعلى حسوات من ماء، وبركات شهر الصوم تتوالى وتزيد مضاعفة في الحسنات وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وفيه تصفد الشياطين وتغلق أبواب جهنم وتفتح أبواب الجنة وأوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار فشكراً للمولى الكريم ونعم رمضان وسعدى لمن تاب وأناب وصلى وقام. ورمضان جدير أن يركب المسلمون والمسلمات فيه أمواج التحدي ويروض نفسه على فعل الخيرات وأن يعطر لسانه بذكر الله ويبتعد عن زلات اللسان من غيبة ونميمة ولغو وغيرها من بذاءات القول والفحش من القول قال تعالى:(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فلا غرو أننا نذوب حبًا للقاء رمضان، حباً استقر في الجوانح، فيا نفس تجملي فليس رمضان ككل الشهور وليس الوقت وشرفه ككل الأوقات فنفوسنا ظمأى لنعيش في كنف الشهر الكريم، وأن ننهل من معينه الصافي في ظل الانغماس في معترك الحياة والغفلة نلهو وقلوبنا غافلة لا ندري متى تكون النهاية فقد البعض منا لذة الطاعة ولذة الذكر لله وهذا نداء لكل مسوف لاه جعل رمضان كطيف حلم حل ثم ارتحل وقد رفضت يداه مصافحة رمضان. إن رمضان شهر عظيم؛ عظمه الله ونزل فيه القرآن وفيه أهم الانتصارات. رمضان واحة دينية يستظل بها المسلمون ينفض المسلمون فيها غبار المعاصي ويمسحون دموع الخطايا فرمضان هو للأنفس الكبيرة فعلاً واجتهاداً فالنفوس الصغيرة الغافلة ليست جديرة بالارتقاء. رمضان أحبك اليوم كما أحببتك بالأمس وكما سوف أحبك غداً وكلما أتيت أو غبت تذرف دموع الصالحين شوقاً، عذبة هي الكلمات في حضرة رمضان حب عتيق وبكاء قلب خاشع في ظل رمضان وكل شيء فيه له نكهة خاصة فاللقاء على موائد الإفطار جميل. مع كل إشراقة ليوم من رمضان أدرك معها معنى الجمال والجلال ونحن جميعاً نركض إليك يا رمضان. Your browser does not support the video tag.