رمضانُ هَلّ بحُلّةِ الأنوارِ وسكينةٍ وبأعذبِ الأعطارِ يشفي الذي في قلبِه يأسُ اللقا فيعودُ يأملُ في جميلِ جِوارِ ويصيرُ من بعدِ التشرّدِ راجياً سكناً بهيجاً في خلودِ الدارِ في كل يومٍ منه قصةُ رحلةٍ للروحِ تُشْبِهُ رحلةَ الأعمارِ فجرُ الصيامِ يجيء مثل ولادةٍ فيها التطلّعُ نحو ضوءِ نهارِ والصبحُ فيه كأنه روحُ الفتى متوهّجٌ بطموحِه كالنارِ والظهرُ يومَ الصومِ سِنُّ أشُدِّنا زمنِ التأملِ في مدى الأفكارِ والعصرُ تَضْعُفُ فيه قوّتُنا معاً لا فرقَ بين عجائزٍ وصغارِ حتى إذا الرمقُ الأخير أظلّنا ومضى النهارُ مودّعاً متواري فنرى الغروبَ جميعنا وكأننا قد وُحِّد الإبصارُ في الأبصارِ والمغربُ المعطاءُ يضحكُ باسماً ويقول: هذا الإذن بالإفطارِ فإذا بأعماقِ القلوبِ تفجرتْ فيها المنى كالمنبعِ الفَوّارِ كجوائزِ الخلدِ التي نسعى لها عند الإله بجنةِ الأبرارِ فكذا الصيامُ؛ ولادةٌ ففتوّةٌ فكهولةٌ فمآلة الأقدارِ فسرورُ من نال الجنانَ ومر من ذاك الصراطِ وتلكمُ الأسوارِ رمضانُ أيامٌ أتتْ زوّارةً فلنعمَ يا رمضانُ من زُوّارِ Your browser does not support the video tag.