عندما يبدأ شهر رمضان المبارك، يبدأ معه نمط حياتي وصحي مختلف، من حيث عدد الوجبات، واختلاف النشاط البدني، وأوقات ساعات النوم؛ وذلك بسبب الصيام! هذا النوع من التغيير في نمط الحياة قد يجعل الشخص المصاب بالسكري تحت نوع من التحديات الجسدية، التي إذا واجهها بشجاعة تغلب عليها، واستفاد من هذه التجربة والفرصة العظيمة؛ فشهر رمضان فرصة لتتغير العادات الصحية للأفضل، والمحافظة على الصحة، وتخفيف الوزن الزائد لمن يعانونه، وهو كذلك فرصة للإقلاع عن التدخين. لذلك ننصح كل مرضى السكري بالاستعداد الجيد لشهر رمضان، من خلال وضع خطة وهدف واضحين، كالمحافظة على معدل السكر في الدم، أو تخفيف الوزن وغيرهما. قبل بدء شهر رمضان المبارك، ننصح مصاب السكري بزيارة الطاقم الطبي المختص (الطبيب، اختصاصي التثقيف السكري، اختصاصي التغذية)، الذين بدورهم سيساعدون مريض السكري على وضع نظام غذائي مناسب لحالته، والتأكد من من خطة علاجه وجرعاته، سواء الخاصة بالإنسولين أو الأقراص الخافضة للسكري. ودائماً ما يؤكد الاختصاصيون على مرضى السكري أن يقوموا بالتأكد من جودة وسلامة عمل جهاز تحليل السكر المنزلي، وأن يقوموا بتعليم ذويهم كيفية استخدامه؛ لقياس مستوى السكر لديهم في حالة عجزهم، أو في الحالات الطارئة، خصوصاً في شهر رمضان المبارك. وكما نعلم، فشهر رمضان في هذا العام سيكون الجو حاراً وجافاً، لذلك ننصح مريض السكري بالمحافظة والإكثار من شرب الماء؛ حتى لا يصاب بالجفاف، وذلك بشرب ثمانية أكواب ماء يومياً على الأقل؛ للحد من الجفاف والمحافظة على رطوبة الجسم. من اللازم أن يكون النظام الغذائي لمريض السكري صحياً ومتوازناً، ولا بد أن يركز على بعض أنواع الأطعمة في السحور كالقمح والبقول؛ كونها تطلق السكر ببطء، وتحافظ على مستوياته في الدم، ما يحد من الشهية في الأكل، ويحد من الانخفاضات بإذن الله. أما في الإفطار فمن الأفضل تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والأطعمة التي تطلق السكر بسرعة كالفاكهة والنشويات، إضافةً إلى أهمية السوائل لمكافحة مشكلات الجفاف في الجسم، وكذلك يفضل تجنب الأطعمة الغنية بالدهون. أما فيما يخص النشاط البدني والرياضي، فهو فعال جداً في حرق الدهون والسكر في الدم، والمحافظة على الوزن إذا ارتبط بنظام غذائي صحي. المشي والرياضة معتدلة الشدة لهما مفعول سحري في ضبط مستوى السكر في الدم، تعديل المزاج وتحسين صحة البدن، لذلك ننصح جميع المرضى بالتواصل مع الطبيب المختص لتحديد الرياضة المناسبة لكل مريض حسب حالته. وبشكل عام فإن ممارسة الرياضة لمريض السكري لا بد أن تكون في ساعات الإفطار؛ حتى لا تتسبب له في هبوط مستوى سكر الدم. ويمكنه أن يمارس أي رياضة بسيطة كالمشي مثلاً بعد الإفطار بساعة أو بعد صلاة التراويح - مع الإشارة إلى أن صلاة التراويح يمكن أن تعتبر جزءاً من النشاط البدني الذي يقوم به مريض السكري -، لكن لا بد أن يتأكد من قياس سكر الدم قبل البدء بأي نشاط بدني بنصف ساعة، ثم قياس مستوى سكر الدم مرة أخرى قبل البدء مباشرة؛ ليتأكد من أن مستوى سكر الدم ثابت نسبياً وغير متذبذب. فإذا كان سكر الدم قبل البدء بالرياضة 100 ملغ/ديسيليتر إلى 250 ملغ/ديسيليتر، فبإمكانه ممارسة الرياضة، أما إذا كان أقل من 100 ملغ/ديسيليتر فلا بد أن يأخذ المريض وجبة صغيرة تحتوي على كربوهيدرات، مثل: حبة من الفاكهة أو بسكويت مملح، وبعد أن يتناولها بما يقارب 15 دقيقة يعيد فحص وتحليل السكر، فإذا ارتفع مستوى السكر إلى 100 ملغ/ديسيليتر وأكثر، فبإمكانه البدء بممارسة الرياضة. وفي الحالات التي يكون مستوى السكر أكثر من 250 ملغ/ديسيليتر، لا بد أن يتجنب المريض ممارسة أي نشاط بدني حتى يتفادى الارتفاع الزائد في السكري، الذي قد ينتج عنه التبول المتكرر، ومن ثم الإصابة بالجفاف لا سمح الله. كما نعلم فإن أضرار التدخين كثيرة، فإذا كان مريض السكري مدخنا، فإن التدخين يزيد من نسبة إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية. ورمضان هو الوقت المناسب لضبط النفس، والإقلاع عن التدخين، فيجب على مريض السكري التحدث مع طبيبه المختص لإيجاد أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين. وهذه بعض التوصيات حول نمط الحياة الصحي في شهر رمضان المبارك لمرضى السكري: ينصح بتناول السحور في وقت مناسب وقريب من الإمساك؛ حتى لا يمتنع المريض عن الطعام فترة طويلة، ثم يصاب بالانخفاض أثناء ساعات الصيام. كما يجب على مريض السكري تناول السكريات المركبة كالخبز الكامل. وتناول الفواكه الغنية بالألياف والامتناع عن تناول العصير الخالي منها؛ إذ إنه من الصحي تناول ثمار الفواكه بدلاً من شربها كعصير. ولا بد أن يراعي المريض تغيير جدول الأكل وكمية الطعام وتركيبته بما يتناسب مع الأدوية التي يتناولها. كما يجب قياس معدل السكر في الدم أكثر من مرة في اليوم، قبل الوجبات وبعدها، وبعد الإمساك بثماني ساعات، وخلال ساعات الظهيرة. ونؤكد أهمية خفض معدل النشاط البدني خلال الصيام، فيما تعتبر الرياضة الخفيفة ضرورية بعد ساعة من تناول وجبة الإفطار. في وجبة الإفطار يجب أن يركز مريض السكري على أخذ كمية كافية من السوائل والخضراوات الغنية بالألياف، كما يجب أن يتناول كمية محدودة من المقليات والحلويات، ويجب المحافظة على نوعية الغذاء الجيد والصحي. اختصاصية تثقيف صحي Your browser does not support the video tag.