حذر الدكتور صالح الجاسر مدير برامج السكري بالحرس الوطني مرضى السكر الصائمين من التهاون في ممارسة الرياضة، ناصحاً إياهم بأهمية اتباع غذاء صحي متوازن، وتجنب الأغذية ذات المحتوى العالي من الدهون والنشويات وقت الافطار مع استعمال كربوهيدرات مركبة وقت السحور. وقال الدكتور الجاسر وهو أيضاً نائب رئيس الجمعية السعودية للغدد الصماء والاستقلاب إن المحافظة على معدل النشاط البدني ضروري في الصوم، ناصحاً في الوقت نفسه بتجنب النشاط البدني المرهق خاصة قبل ساعات الافطار، داعياً الصائمين لأن يعتبروا صلاة التراويح جزءًا من برنامج النشاط البدني اليومي. وقسم الدكتور الجاسر مرضى السكري الصائمين من حيث درجة الخطورة إلى أربعة أقسام: الأول: تكمن في خطورة عالية جداً وهم مرضى السكري من النوع الاول وينصح هؤلاء بعدم الصيام في عدة حالات مرضية وهي عند الإصابة بوعكة صحية شديدة، وكذلك اذا حدث انخفاض شديد بالسكري في الثلاثة أشهر التي تسبق الصيام، وإذا تكررت مرات انخفاض السكري، واذا انخفض السكري دون حدوث أعراض، ويضاف إليهم المرضى الذين يعانون من تذبذب كبير في معدل السكر، وكذلك عند حدوث حموضة في الدم لثلاثة اشهر السابقة لشهر الصيام، إلى جانب الارتفاع الشديد في مستوى السكر المؤدي الى الاغماء في الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، وكذلك الاشخاص الذين يؤدون اعمال شاقة، والمرأة الحامل، ومن يداومون على الغسيل الكلوي. وحدد الدكتور الجاسر الأمر الثاني في خطورة عالية، ويسمح لهؤلاء بالصيام ولكن بحذر شديد، ويضم هذا القسم المرضى الذي يكون مستوى السكر عندهم في المتوسط مابين 150 و300 ملغ أو المعدل التراكمي مابين 7.5 -9 %، ومرضى القصور الكلوي ،ومرضى القصور في الدورة الدموية والقلب، إضافة إلى المرضى الذين يعيشون لوحدهم ويستعملون الانسولين او الحبوب الخافضة للسكر، وكبار السن ذوي الصحة العليلة، إضافة إلى المرضى الذين يتناولون أدوية تؤثر على التركيز الذهني. وبين أن الأمر الثالث يكمن في خطورة محدودة ويسمح لهؤلاء بالصيام بحذر، وذلك عندما يكون السكر منظبطاً والمريض يعالج بانسولين سريع المفعول، أو بأدوية سريعة التأثير في مستوى السكر. وحدد الأمر الأخير في خطورة ضئيلة وهؤلاء قد يكون الصيام مفيداً لهم من خلال مساعدته على تخفيف الوزن وانضباط مستوى السكر. ويشير الدكتور الجاسر إلى التغيرات الفيسيولوجية التي تحدث أثناء الصيام، موضحاً أن عدة هرمونات تتحكم في مستوى السكر في الدم أهمها الأنسولين والجلوكاجون وكلاهما يفرز من البنكرياس. وفيما يتعلق بالأنسولين فإن افرازة يقل أثناء الصيام لكي يقلل من معدل انخفاض السكري ويزيد افراز الجلوكاجون ليرفع من مستوى السكر أثناء الصيام، وبهذا التوازن يبقى مستوى السكر منظبطاً وفي المعدل الطبيعي، لافتاً إلى أن افراز الأنسولين يقل لدى مريض السكري، فيما يزيد افراز الجلوكاجون في معظم الأوقات بسبب الخلل في البنكرياس ولهذا السبب يبقى مستوى السكر في الدم مرتفعاً حتى وقت الصيام، أما ارتفاع مستوى السكر فيحدث عندما يصاب المريض بمضاعفات مزمنة، أو في حالة تغير العلاج بالتقليل من الجرعات أكثر من الازم، وكذلك الإخلال بالحمية الغذائية، والتقليل أو التوقف عن ممارسة الرياضة. وينصح الدكتور صالح الجاسر مرضى السكري بأهمية التنبه إلى أمرين أولهما الحموضة السكرية وثانيهما الجفاف، لافتاً إلى أن الحموضة تحدث عادة عند مرضى النوع الأول أثناء الصيام عندما يكون السكري مرتفعاً قبل شهر رمضان، وعند انخفاض جرعة الانسولين بشكل كبير،وكذلك إهمال الحمية الغذائية، والتقليل من ممارسة الرياضة. وتابع: أما الجفاف أثناء الصيام فيحدث بسبب التقليل من أخذ السوائل، وزيادة درجة الحرارة والرطوبة، والقيام بأعمال شاقة، إضافة إلى التعرض للعوامل التي تؤدي الى زيادة التعرق، كما أن ارتفاع السكر يؤدي إلى كثرة التبول ما يؤدي بدوره إلى الجفاف.