كان يجب أن يكون هذا العنوان مطبوعا على غلاف أحد الكتب التجارية على غرار كيف تصبح سعيدا؟ أو كيف تكون من الأثرياء؟ أو كيف تتحدث الإنجليزية في أسبوع؟ تلك التي غايتها تحقيق أكبر نسبة من المبيعات، لكن مشروعاتي دائما أميل بها إلى الحلول السريعة والسهلة. الحقيقة تدفعنا إلى طرح هذا السؤال الجوهري كيف تختار أصدقاءك؟ ويتبعه كثير من الأسئلة وجميعها مرتبط بكيفية الاختيار!. هل لديك القدرة أن تحتمل مواقفهم وتغير مشاعرهم أم تريد أصدقاء يتشكلون مثلما تريد لا يغضبون ولا يحزنون وتريدهم سعداء مرحين كل الوقت ونسخة مكررة منك، إن كان هذا مقياسك عند الاختيار فهو أمر متعذر وضد الطبيعة البشرية. أيضا من جانبك تتوارد مجموعة أسئلة أهمها هل هم من النوع المساند لي في وقت ضعفي ومنهم أستمد طاقتي وقوتي في مواجهة التخبط الذي يحيط بي أحيانا ويحملونني على التوازن؟ ثم هل يعد اختيار الأصدقاء مهارة لا بد أن أجيدها وأتقنها مثل اختياري للكتاب الجيد من خلال عنوانه أم قد تخدعني العناوين! وهل يجب أن أدرس الاختيار بعناية وعلى مهل أم هو شيء يأتي مفصلا على ذوقي كما جاء في الحديث الصحيح (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف). هل يحفظون سري ويقدمون لي النصح حين أحتاجه ويفهمونني من غير أن أبوح؟ هل أستطيع الوفاء لهم وهل هم بدورهم أوفياء مخلصون وجديرون بالثقة؟ بهذه الأسئلة والمعايير المحددة ستكون قادرا بتوفيق الله على الحصول على أصدقاء رائعين، إذ أن الصداقة ستصبح عملية موثقة وبالمواقف تشتد حبالها! علاقة الصداقة التي تكتنفها المصالح لا تستمر وسرعان ما تفشل لأنها فقدت القدرة على الصمود. يقول المهندس سليمان الهويسين: «العلاقات حينما يدخل فيها العمل تتصدع، بعكس العمل الذي ينشأ عنه علاقات؛ لأنها نشأت فوق أرض اجتالتها الخلافات وأثبتت قدرتها على الصمود». كم من صديق حسبناه طيب المعشر صافي السريرة وهو كالعثرة في الطريق يا ليتنا تجنبناه ولم نسقط فيه! أخيرا: لم يفت الأوان بعد عن مراجعة قوائم الأصدقاء وتصنيفها إما بالضغظ على أيقونة «تخطي» أو «حذف». Your browser does not support the video tag.